اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب قيل لسعد  لسعد الحريري. القائل، تبعاً لسورة المائدة، لا يخاف لومة لائم...

قف أمام صورة أبيك، واسأله ما اذا كنت تريد أن تموت (أن تموت ألف مرة)، وأنت على قيد الحياة. لسوف يجيب «يا بنيّ، أكثر من جهة أشارت عليّ بالابتعاد لأنني سأنتهي مثلما انتهيت اليه. لكنني وقعت في اغواء السلطة. لا بلد آخر في الدنيا يمكن أن يغوي بالسلطة أكثر من لبنان، بالرغم من انني لاحظت أنه محرقة لكل سياسي يحاول أن يشكل حالة تلامس أياً من الخطوط الحمراء».

«يا بنيّ، كان عليك أن تدرك، ولعلك أدركت، أنه منذ أن ظهر شقيقك بهاء، وأنا لا أفرّق، قطعاً، بين ولد وولد، وبذلك الشكل العدائي، أن ما يدعى بـ «الحريرية السياسية» بات على قاب قوسين أو أدنى من الاندثار».

« يا سعد، أنت تعلم أين أنت في قلبي. وازداد تعلقي بك وأنا في العالم الآخر حالما أشار اليك الملك عبدالله باصبعه. قلت لقد قتل الملك ابني سعد بأصبعه. هذا ما حدث. ولدت في قصر اليمامة باصبع ملك، ومت في قصر اليمامة باصبع أمير».

«لقد تركت لكم تلك الثروة لكي تعيشوا لا لكي تموتوا. الآن، أبحث عنكم ولا أجدكم. لماذا تبعثرتم هكذا لكأنكم الاخوة الأعداء، كما في رائعة نيكوس كازانتزاكيس؟».

«يا سعد لم أتصور يوماً أنني سأقول لك»ما هكذا يا سعد تورد الابل» لأنني أعلم مدى طيبة قلبك. لقد فعلت كل ما رأيته صحيحاً لأنك مثلي عشقت لبنان، وعشقت السلطة، ومثلي عقدت الصفقات، والتسويات، وفتحت صدرك، وبابك، لكل أولئك الذين بألف وجه ووجه، الى أن أصبحت جزءاً من تلك المنظومة التي احترفت البيع والشراء في أسواق جهنم».

«يا سعد، نحن في هذه المنطقة المجنونة التي تدعى الشرق الأوسط. لا شيء عندنا يمضي في خط مستقيم. كلنا، بثقافة العباءة والخنجر، نشد عقارب الساعة الى الوراء. لقد كنت على علاقة وثيقة بالعديد من الساسة في العالم. ثمة فارق مروع بين رجل الدولة الذي يراقص القرن ورجل القبيلة الذي يراقص... وحيد القرن»!

«كان بودي أن أقول لك لا تسند ظهرك الى أي حائط خارج بلدك، كمن يسند ظهره الى الريح. ليتك كنت شغفاً بالقراءة لتعلم أنني عشت حياتي، رغم كل ذلك الثراء والرخاء، مثل أبي الطيب المتنبي، قلق كأني على ريح. في النهاية لا يبقى سوى الرماد الذي تذروه الرياح. لذلك أقول لك اذهب الى أي مكان تجد فيه نفسك. في لبنان، لا أحد بامكانه أن يجد نفسه».

هذا الكلام قيل لسعد الحريري. وقيل له ابتعد كي لا تسقط من الشجرة كما تسقط الثمرة العفنة لأن كل أركان الطبقة السياسية سيسقطون، عاجلاً أم آجلاً، كما الثمار العفنة، دون استبعاد سقوط الدولة في أية لحظة «بعدك لن يكون هناك رئيس للحكومة ولا رئيس للجمهورية».

القائل يرى أن مرحلة ما بعد سعد الحريري لن تقل هولاً عن مرحلة ما بعد رفيق الحريري. بعد اتفاق الطائف، وتشكل تلك الطبقة العجيبة، بات لبنان مثل البيت الصيني ان سقط منه عمود سقط البيت كله. ماذا اذا كانت الجمهورية مصنوعة من خيوط العنكبوت؟.

في نظره، أن غياب الشيخ سعد عن المسرح يعني أن الأمواج الهوجاء ستزعزع كل الطوائف، وكل ملوك الطوائف. هل هذا هو الهدف مما يبغي الرجل فعله، اذاً، ليسقط الهيكل على رؤوس الجميع. على الأقل ينقذ نفسه من تحت الركام.

وقيل له «تنبّه الى ما فعله تمام سلام. هذا رجل حقيقي من لبنان، ليس لكونه ابن صائب سلام، وسيكار وقرنفلة صائب سلام، بل لأنه يعلم ما هي الزعامة، وما هو جوهر الزعامة. لا مواكب، لا قياصرة، ولا حراس مدججون بالبنادق، وبالنظارات السوداء، ولا طرقات مقفلة أمام أبواب القصور».

لا شك أن الابن استشار أباه. رأي الأب ابتعد،  البعض الذين صدمهم الموقف راحوا ينتحبون بين يديه. اذا بقي في مكانه، محاطاً بالمنافقين، وبمن كادوا يعرّونه حتى من ورقة التوت، قد لا يضطر، فقط، الى بيع بيت الوسط. قد يبيع حذاءه ليبقى. أي بقاء هذا...؟!

الأكثر قراءة

جبهة الجنوب تترقب «عض الأصابع» في الدوحة... وجيش الإحتلال في محنة سفراء «الخماسيّة» يُروّجون لمرونة وهميّة: تهيئة الأرضيّة لما بعد الحرب! «بضاعة» باسيل كاسدة مسيحياً... برودة في بكركي... وسلبيّة «قواتيّة» ــ «كتائبيّة»