اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

أنطاكيا وبطريركها والزلزال

في العادة، ينبري العاديّون من الناس الى تبادل التعاطف والتعاون، جيراناً وأهلين، اذا ما أصابت عوادي الدهر بعضَهم بمُصابٍ، بقهر. أمّا الذين منهم في مواقع المسؤولية فمُطالَبون، في زمن المحن والكوارث والخطر، بما هو أكثر. بما يفرضه واقع مسؤوليّتهم تجاه الحدث وتجاه التاريخ... مناسبة كلامنا هذا هو ما خلّفه الزلزال الذي ضرب سوريا وتركيا، على حدّ سواء، ولا سيما المناطق والمدن التركية، اليوم، السورية الاصل والفصل، والتي تترّكت بفضل من لا أصالةَ أخلاقية لهم ولا فضيلة، في الغرب والشرق على حدّ يتساوى. انطاكيا هي واحدة من المدن التي حلّ بها، جرّاء الزلزال الاخير، بلاءٌ عظيم. وتخصيصها بالاشارة والذكر، هنا، ليس من باب تجاهلٍ لما أصاب سواها، بل لرمزيّة تاريخيّتها، في بعدها الروحي الراسخ عميقاً في وجدان الذين، لم تقوَ ثقافةُ الأخلاقيّات اليهوهية على اطفاء نورها في وجدانهم. عشرات الالاف فيها من الضحايا والمشرّدين، المعانين من مختلف البلايا، الى جانب اهوال الخراب، الذي اصاب المواقع الدينية الاثرية التراثية، كلّها مجتمعةً ما حرّكت لدى المتربعين على امجاد "مدينةِ الله" ساكناً، ولا استدعت منهم كلاماً تعاطفيّا ولا فعلاً ما ولا موقفاً يعكسُ حجم الهول، من جهة ويليق، من جهةٍ اخرى، بمستوى المقام. أمرٌ يستدعي، في غرابته، غيرَ سؤالٍ، لا يرضيه مجرّدُ عذرٍ في جواب. أمرٌ يستحضر، في غرابته، الارتياب. لا سيما ان المعنيين لطالما كانوا يستنفرون كلّ هالةِ مواقعهم يحمون بها، خطوطاً حمراً، مسؤولين اوصلونا بفسادهم الى ما هو ابعد من جهنم الحمرا، التي يخيفون الناس باخبارها.

الأكثر قراءة

الليرة تنهار دون كوابح ولبنان ينافس افغانستان على المرتبة الاخيرة في «التعاسة» «مساومة» سعودية تؤجل الحل وفرصة مقيدة للمعارضة للاتفاق على مرشح رئاسي دعوة بكركي للصلاة تكتمل بموافقة الاحزاب المسيحية الرئيسية ولا تفاهمات سياسية