اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

دخل الملف الرئاسي مرحلة جديدة، بعد إعلان الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله تبني ترشيح رئيس "تيار المردة" سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية، وقبله رئيس مجلس النواب نبيه بري بتنسيق واضح بين الطرفين في خوض المعركة الرئاسية، وبذلك يكون الثنائي الشيعي افتتح معركة فرنجية الرئاسية قبل إعلان ترشيحه رسمياً حتى، ما يُحتِّم قرب إقدامه على هذه الخطوة، بعد أن مهدّ له الطريق بتوقيت قريب تُرِك له تحديده.

فبعد أن وجّه السيد نصرالله خطابه السابق الى الخارج وتحديداً الى الأميركي، جاء هذا الخطاب ليوجَّه بالدرجة الأولى الى الداخل ومن ثم الى الخارج، باعتبار أن مفتاح الحل هو الحوار الداخلي، بحيث كلما تقدَّم يتقدَّم الخارج معه، وليس العكس وفق رؤية الثنائي. من هنا يُسأل هل سيتجاوب الخارج فعلاً؟ الجواب: نعم، خاصة عندما تتعلق الأمور بمصالحه، فهو لديه خطوات لها علاقة بمصالحه الخاصة، ولبنان لا يريد منه سوى أن يفتح أبوابه له.

صحيح أن الإعلان فتح باباً عريضاً للتأويلات لا يُقفل إلا بإنجاز الاستحقاق، إلا أن ذلك ليس الهدف من الإعلان، فالثنائي أراد تحريك المياه الراكدة والضغط باتجاه العملية الرئاسية، بحيث ان باب السباق الرئاسي فُتِح على مصراعيه، بإعلانين بزمنين متقاربين من السيد نصرالله وبري، وبذلك نكون دخلنا في مرحلة جديدة، أعطى السيد نصرالله إشارته للخطوات التي يجب أن تأخذ مجراها، وعلى رأسها دعوة للحوار بين جميع الأطراف، وبذلك تكون الخطوات المطلوبة لتسريع عملية الانتخاب انطلقت، حيث قال فيها الثنائي كلمته: هذا مرشحنا أين مرشحكم؟ لنبدأ بالحوار...

لم يكن الاسم هو الوحيد الذي حسمه الأمين العام لحزب الله في خطابه، وإنما حسم أيضاً الجدل حول التصويت داخل مجلس النواب، فقال نحن نريد انتخاب رئيس للجمهورية بنِصاب الثلثين بجلسة الانتخاب بالدورة الاولى والثانية. كلام يَطرح سؤالاً خاصة إذا تم ربطه بين فرنجية ونِصاب الثلثين، أنه كيف سيتأمّن في الدورتين الأولى والثانية؟

صحيح أن الخطوة داخلية بالشكل، إلا أن الخارج له دور في تحقيقها، بما أن الاستحقاق متداخل وبما أن بعض القوى الداخلية الأساسية تتصلّب في موقفها الرافض لفرنجية حتى اللحظة، وتحديداً القوى المسيحية التي ليس من مصلحتها بحال تمّت التسوية أن ترفضها أو تبقى خارجها، لأن المسار إن مشى، فعلى الجميع تقديم تنازلات.

فالأميركي إذا حقق تقدّماً ببحر الصين، فهذا ينعكس حلولاً سريعة في قضايا المنطقة، وإذا لم يُحقق أي تقدّم يُصبح غير مستعجل للحل، لكن بكل الأحوال هو يريد هدوءًا في المنطقة، يأخذ من مكان ويُعطي في مكان آخر، وفي لبنان تحديدا،ً رغم أنه يصعِّد محلياً لانه يريد تسوية على وقع إقليمي، وعندما تنضج التسوية التي من ضمنها الملف السعودي- الإيراني والملف اليمني الذي يتقدّم ببطء، تبدأ الدول الإقليمية بالضغط على بعض القوى الداخلية. فالسعودية قادرة على تغيير موقف "القوات اللبنانية"، أما "التيار الوطني الحر" فمِن الممكن أن تؤثِّر قطر في موقفه بحُكم علاقتها الوثيقة برئيس التيار النائب جبران باسيل، وبذلك يتأمّن نصاب الثلثين لجلسة انتخاب رئيس للجمهورية.

إذأً نجح الثنائي الشيعي في نقل المعركة الرئاسية الى مرحلة جديدة يقود الحوار فيها بهدف الوصول الى إنجاز الاستحقاق وإيصال مرشحه الى قصر بعبدا "بالتوافق"، فهل سينجح في استكمالها وفق حساباته؟ سؤال تجيب عنه الأيام المقبلة بتشابكها الخارجي والداخلي...

الأكثر قراءة

سيناريوهات رئاسية «من تحت الطاولة» ستسبق جلسة 14 حزيران... تحضيراً للمرتقب باسيل اعلن تأييده «الحتمي» لأزعور... واتصالات خفية بين الكتل المسيحية وتيمور جنبلاط عون زار الاسد بعد غياب 14 عاماً... وكلمة لفرنجية الاحد