اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

هذه نصيحة تلقتها احدى المرجعيات "أمام هذا الزلزال الديبلوماسي، بارتداداته الاستراتيجية، احفظوا رأس لبنان لكيلا تتدحرج رؤوسكم..." !

الاسرائيليون، ومنذ قيام الدولة عام 1948، لم يواجهوا هذا النوع من التصدعات الايديديولوجية، والسياسية، والعسكرية. اعتادوا حتى أمام أزمات طارئة، اللجوء الى الحروب. هذا ما يجول في رأس بنيامين نتنياهو، كما زبانية اليمين، الذين يتخوفون من تفاعلات داخلية تهدد بفوضى أبوكاليبتية.

الحرب مع الفلسطينيين "شغالة"، وهي أحد الأسباب الرئيسية في حدوث تلك التصدعات. مصر والأردن يرتبطان بمعاهدات سلام مع الدولة العبرية. أما سوريا فقد باتت، في نظر معلقي اليمين، "ورقة محروقة" على المستوى الاستراتيجي، ليبقى لبنان الذي طالما راهن، ويراهن، الاسرائيليون على تفككه، أو على انفجاره، بعدما مضى به ملوك الطوائف الى الهاوية...

التفاهم السعودي ـ الايراني، وان أشاع الكثير من التفاؤل، يزيد في حيرة اللبنانيين. أهم ضحية صراع الفيلة حوله أم ضحية صراع الديكة داخله ؟ الديكة العارية حيال الانحلال في بنية الدولة، كما في بنية المجتمع...

كرسوم متحركة، مثلما تحدث الصراعات فوقنا، تحدث التفاهمات فوقنا. قد نستطيع، ولو حفاة، أن ننتظر وصول التسويات الى ديارنا. حتماً ستبدأ من اليمن، كركام جيوسياسي يقتضي تفكيكه الكثير من الوقت.

ولكن هل ينتظر الاسرائيليون الذين يدركون أن عشرات آلاف الصواريخ جاهزة للانقضاض عليهم. تركيزهم على عمليات هائلة للموساد. هنا الخوف الكبير من اغتيالات تفجر ما تبقى من البلاد.

الزلزال الصيني أحدث هزات ارتدادية مدوية في واشنطن، والى حد أن المؤرخ، والكاتب، الأميركي اليهودي دانييل بايبس يتساءل ما اذا كان الشرق الأوسط "على وشك أن يفلت من أيدينا..."!

من أشهر وادارة جو بايدن تحاول أن تخفي غيظها من سياسات الأمير محمد بن سلمان، ان في مسائل الطاقة أو في تفعيل العلاقات، بما فيها العلاقات الاستراتيجية ، مع كل من روسيا والصين. ديفيد اغناثيوس لا يستبعد أن يمضي أكثر فأكثر في لعبة التوازنات..

لكن هناك داخل الاستبلشمانت من يعتقد أن ولي العهد السعودي غاضب ـ فقط ـ من الادارة الحالية، واذ يدرك ما تبعات الانفكاك عن واشنطن، تبقى لها الأفضلية في سلم العلاقات؟

شيء ما تغيّر في الصورة. شي جين بينغ الذي كرّس زعامته المطلقة بانتخابه لولاية ثالثة، بتشدده الايديولوجي والقومي، رعى، شخصياً، ومن منظور استراتيجي بطبيعة الحال، التفاهم بين السعودية وايران، دون أن يعني ذلك أن الخلافات بين الجانبين لا تحتاج الى مباحثات طويلة، ومعقدة، ولكن في مناخ من الثقة التي كانت النقطة الأساس التي ركز عليها الرئيس الصيني.

لبنان يتدهور أكثر فأكثر في قاعة الانتظار. القوى العظمى، وما دون العظمى، لا تريد أي تغيير في المنظومة السياسية ما دامت تقود تلك الأحصنة التي أخذت علماً بأن من التداعيات المحتملة للتفاهم اختيار رئيس للجمهورية من خارج المنظومة.

أغلب النواب التغييريين ليسوا أكثر من مفرقعات اعلامية وسياسية. أحدهم أعلن انتماءه الى 14 آذار، مذكّراً بذلك الاصطفاف الثنائي الذي كرّس الصراع الداخلي بأكثر وجوهه بشاعة. آخر هاجم بشار الأسد، بترديد ببغائي لكلمات شيخ قبيلته، كما لو أن الناخبين حملوه الى ساحة النجمة لتغيير النظام (والمنظومة) في سوريا لا في لبنان. تغييريون؟ حقاً يستحقون الرثاء...

ما حدث في الصين يمكن أن يطلق ديناميكية داخلية في اتجاه التفاهم على رئيس من خارج الأسماء التي احترقت في الضوء. اسألوا المطران أنطوان بو نجم...

الصولجان السحري، ومن بكركي؟ المسألة أبعد من الساحة الداخلية. لننتظر كيف يمكن للساسة تغيير لغتهم، وتغيير جلدهم. ولكن ألا يدعو الى التقزز رهان البعض ممن كانوا يقتاتون من الصراع على ردات الفعل الأميركية والاسرائيلية ؟

من يستحق الرثاء في هذه الحال...؟؟

الأكثر قراءة

إشربوا حليب السباع وزوروا دمشق