اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

حتى الساعة، لا يمكن الحديث عن نتائج سياسية عملية للحراك الداخلي، الذي كانت قد شهدته البلاد هذا الأسبوع انطلاقاً من تحركات رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، نظراً إلى غياب التوافق على كيفية معالجة القضايا الأساسية العالقة، بالرغم من الإيجابية التي أبدتها مختلف الجهات في سبيل ذلك.

في هذا المجال، لا يزال الجميع يؤكد أن أبرز ما يمكن الوصول إليه هو الوصول إلى تفاهم على معالجة الشغور المحتمل في قيادة الجيش، في حال إنتهاء ولاية قائد الجيش العماد جوزيف عون قبل إنتخاب رئيس جديد، نظراً إلى المخاطر الناجمة عن ذلك، في ظل الأوضاع الدقيقة القائمة على مستوى المنطقة، بالإضافة الى تثبيت موقع الحكومة وتمكينها في حال الحرب.

في سياق الحديث عن قيادة الجيش، فإن كل السيناريوهات لا تزال مفتوحة، بالنسبة إلى المخرج الذي من الممكن الوصول إليه، من تأخير تسريح قائد الجيش إلى تعيين رئيس للأركان، او الاثنين معاً، وبحسب مصادر حكومية فإن أمانة مجلس الوزراء تبحث في هذه المسألة ولن تنتظر الى حين الوصول للفراغ بداية العام المقبل على غرار ما كان يجري في ملفات اخرى، مشددة على أن الأمور كلها مرهونة بالقدرة على الوصول إلى تفاهم سياسي حول مخرج محدد، وهو ما لا يزال موضع متابعة على أعلى المستويات، من دون تجاهل الضغوط الدولية التي تصب في الإطار نفسه.

على المستوى الرئاسي فالأمر مختلف، إذ يحاول رئيس التيار الوطني الحر الدفع باتجاه المرشح الثالث، فهو عندما يتحدث عن ضرورة انتخاب رئيس في هذه الظروف، يقصد هذا التوجه، وهو بطبيعة الحال ما لا يرضي حزب الله وحركة امل وتيار المردة.

يشعر باسيل بحسب مصادر سياسية متابعة ان الظروف مؤاتية لدفع الثنائي الشيعي الى التنازل بعض الشيء رئاسياً والتوجه نحو الاتفاق مع التيار على مرشح ثالث قادر على الوصول الى بعبدا، وهذه الظروف تتمثل بالوضع الامني والعسكري القائم على الحدود، وتُشير المصادر الى ان باسيل يقارب هذه المسألة دون تحدّ، بل رغبة بالتوافق، لكي يحقق ما كان يصبو اليه منذ عام بالضبط، لكن بحسب المصادر فإن الثنائي اليوم قد يكون أكثر تشدداً رئاسياً.

تقارب باسيل وفرنجية بما يتعلق بقيادة الجيش هو "تقاطع مصالح"، فالأول معروف بمعارضته لجوزاف عون في قيادة الجيش وفي كونه مرشحا للرئاسة، بينما الثاني يعتبر أن خروج عون من قيادة الجيش يعني خروجه من السباق الرئاسي، وبالتالي تجزم المصادر أن اللقاء بين الرجلين لم يحرك ساكناً في موقف التيار من ترشح فرنجية الى الرئاسة، والتوافق بينهما على بعض النقاط يشبه تلاقي التيار الوطني الحر مع قوى المعارضة والقوات اللبنانية والكتائب على ترشيح جهاد أزعور، حيث كان اتفاق على الدعم، لكن كان لكل طرف أسبابه التي دفعته الى ذلك.

ترى المصادر أن الظروف الحالية لا تسمح بتسويات كبرى في لبنان، فالمنطقة على شفير حرب قد تغير في خرائطها او على الأقل في مساراتها السياسية التي كانت قائمة منذ عشرات السنوات، وبالتالي من يعرف حزب الله يعلم بأن الوقت الان ليس للبحث في خيارات وسطية للرئاسة، ومن يريد انتخاب الرئيس فليتفضل وينتخب سليمان فرنجية.


الأكثر قراءة

ماذا يجري في سجن رومية؟ تصفيات إسلاميّة ــ إسلاميّة أم أحداث فرديّة وصدف؟ معراب في دار الفتوى والبياضة في الديمان... شخصيّة لبنانيّة على خط واشنطن وطهران