كلمات في زمن الغربة

اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

1- تحرير " العقل العربي " من هيامه بأوهامه تأتيه من الغيب خلاصاً من كل ويلٍ وعيب شرطٌ ضروري لانهاء خلافه مع الزمن واقامة صلحه مع التاريخ . الدعم الغربي المعمّى بأخلاق التوراة لعدوّنا ليس هو التحدّي الاعظم الذي علينا التصدّي له، ولا هي قدرات العدو الذاتية، على هولها هي ما يحول دون انتصارنا عليه، بل التحدّي الاعظم في صراعنا الوجودي مع أعداء وجودنا هي استمرارنا بتقديس ما ليس مقدَّساً ممّا أُورثْناه من مفاهيم تعيق خروجنا من ظلماتٍ ضربت عميقاً في وجداننا، في وجودنا. فالناظر، منّا، على سبيل المثال، بتقدير، بل بتقديس الى التوراة كتاباً " فيه هدىً ونور "، يستحيل عليه ان يسهم، حقّاوفعلاً، بتحرير فلسطين . احتلال العقول سبق احتلال الأرض . ولا تحرير لهذه الّا بتحرير تلك . ولا سلام الّا على من اتّبعَ، بالعقل، هُداه.

2- تبقى فلسطين، في كل محنها المتواصلة منذ قيام "دولة الشرّ الأعظم " على ارضها وحتى يوم الدين، تبقى فلسطين هي الامتحان الأخلاقي الذي طالما رسب فيه الكثيرون من قادة العالم، ولا يزال الكثيرون قيدَ هذا الامتحان . والنتيجةُ، في أيّة حال، هي أنّ الموقف الفعليّ ممّا يجري في فلسطين هو ما يحدّدُ كونَك انساناً سويّا أو كائناً اَخر ....

3- تشغلُني عن الكتابة، هذه الأيام، قراءةٌ لما تكتبه غزّه من فصول في سفر التكوين الجديد . دروس تُمليها على العالم بليغةً بلاغةَ الجراح العميقة، دروس في العزّة تشغلني عن الكتابة، حتّى عن اَلام غزّه. ثمنُ العزّة التي لم يشهد لها التاريخ مثيلاً هو هذه الاَلام التي لم يشهد لها التاريخ مثيلا.

4- التأويل هو محاولةُ تقويل النص ما لم يقله صاحبه . التأويل هو العجزُ في احراجٍ يسعى الى تبرير واخراج.