اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

كثر الحديث في العقود الأخيرة عن أخطار الكوارث الطبيعية المحتملة التي نتهدد الأرض من نيازك وبراكين وزلازل، وما شابه، لكن خطر اختفاء "النحل" في المقدمة.

وكان قد ذكر العالم الشهير ألبرت أينشتاين، ذات مرة، أن النحل حين يختفي من الأرض، فسيكون ذلك نهاية العالم، ويبدو أن هذا الأمر الخطير قد بدأ بالفعل، وبدأ القلق يستشري في أوساط العلماء من شواهد انقراض النحل!

ويؤكد العلماء أن مستعمرات النحل تشهد انخفاضًا متواصلًا منذ أكثر من نصف قرن، لكن وتيرة هذا "الانقراض" تسارعت في السنوات القليلة الماضية.

تقديرات مختلفة للخبراء تتحدث عن نفوق ما بين 50 على 80 بالمئة من النحل في الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا، في حين تقدر هذه النسبة بالنسبة لروسيا بـ40٪.

ويحذر المتخصصون في هذا السياق من أن النحل سيختفي إلى الأبد بحلول عام 2035، إذا لم تتخذ إجراءات تغير الوضع القائم بطريقة جذرية.

واللافت أن الدول التي سُجلت فيها أكبر نسب انخفاض لأعداد النحل وهي الولايات المتحدة الأمريكية وكندا والصين وأستراليا وبعض الدول الأوروبية، تزرع في أراضيها نباتات معدلة وراثيًا بشكل جماعي.

ويعد اختفاء النحل مشكلة عالمية، لأن النحل لا يعطي العسل فحسب بل يقوم بتلقيح ثلاثة أرباع جميع المحاصيل. ومن دون النحل لن يجد البشر ما يأكلونه أو ما يطعمون به ماشيتهم، وسيكون الجوع مصيرهم.

ويعد انقراض النحل، الذي يعود وجوده على الأرض إلى أكثر من 100 مليون عام، بمثابة كارثة بيئية على الكوكب بأسره، وستبدأ النباتات البرية التي تعتمد في استمرارها على التلقيح أيضًا بالزوال، وبعدها الحيوانات البرية.

لماذا يموت النحل الآن؟

يعتقد العلماء أن السبب الرئيس يعود إلى مشكلة الاحتباس الحراري، وتبعًا لذلك ترتفع درجة الحرارة في خلايا النحل فوق المعدل الطبيعي، فتتأثر الإيقاعات البيولوجية الراسخة المرتبطة بالسبات وتربية النسل وتتعطل، ناهيك عن التأثير البشري المدمر من خلال تربية النحل في مشاريع تجارية لإنتاج العسل، وبالتالي وقف عملية الانتقاء الطبيعي "والبقاء للأصلح"، وانخفاض مناعة النحل وبالتالي موته بالتدرج.

من أسباب عملية انقراض النحل أيضًا التالي:

  • تدهور الوضع البيئي العام.
  • التحول العالمي نحو منتجات الزراعة الأحادية. بزراعة محصول واحد فقط في منطقة شاسعة، تتم إبادة جميع النباتات الأخرى بلا رحمة. وبسبب هذا، تعاني الحشرات الملقحة من فقر النظام الغذائي وما ينجم عن ذلك من مشاكل صحية على رأسها نقص المناعة.
  • الاستخدام غير المنضبط للمبيدات الحشرية.
  • النحل، مثل الحشرات الأخرى، يتأثر بالإشعاع الناجم عن الاتصالات المتنقلة "الهواتف المحمولة".

وهناك دواع لمثل هذا القلق، حيث أجرى علماء في معهد بافلوف لعلم وظائف الأعضاء التابع لأكاديمية العلوم الروسية في عام 2019 بتجربة تم خلالها تعريض النحل لموجات "واي فاي" لمدة يوم واحد، وتبين أن استثارة الطعام والذاكرة قصيرة المدى انخفضت لدى النحل.

ولا يزال الجدل دائرًا بين العلماء بشأن قدرة النحل على التكيف في ظروف التغير المناخي الحالية، لكن الأمر الثابت والأكيد أن "طريق النحل" وفي أي اتجاه يسير يرتبط بمصير الحياة على الأرض، ولن يمر انقراض النحل على الأرض بسهولة مثل انقراض الديناصورات. هذا ما أكده أينشتاين ذاته.

الكلمات الدالة

الأكثر قراءة

كلام خطير لوزير المهجرين