كيف نعالج ثقوب الذاكرة عند الطفل؟

اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

ولد ذكي وتلميذ مجتهد غالبا ما كان يحرز النتائج المدرسية متفوقاً على اقرانه، لكن المعلمة التي تشرف عليه مباشرة في المدرسة لفتت انتباه والدة الطفل من قصور ذهني "ثقوب الذاكرة" ورغم انها حاولت شرح ما تقصده بهذا التعبير الا ان الوالدة لم تفهم منها الا ان ابنها يعاني احياناً وخلال تسميع درسه في الصف، من حالة نسيان كاملة، فيتوقف فجأة عن التسميع مع العلم انه في المنزل يحفظ دروسه جيداً لكنه في المدرسة غالبا ما ينساها بشكل مثير للقلق، هل يتوجب على الاهل عرضه على طبيب نفساني لمعالجة انخفاض نسبة ذكائه؟

حالات النسيان الجزئي ليست بالامر الخطير ولا هي تتعلق بانخفاض او ارتفاع ملكة الذكاء عند الطفل ولا عند البالغين، ان الصغير ينسى عادة الاجزاء التي لم يكن قد فهمها جيدا من الدرس وبمعنى انه ينسى المقاطع التي كان حفظها غيباً دون ان يكون قد استوعب مضمونها جيداً، ودون ان يكون قد اتيح له ان يربط معناها في يقينه مع تسلسل بقية الدرس، فالعلاج واضح ويقتضي من المعلمة او من الاهل كل في مجاله، ان تعمل على افهام الطفل شتى مراحل الدرس الذي عليه ان يحفظه، بما يجعله قادراً على ربط شتى اقسامه وحفظها غيباً بعد فهمها وربطها بعضها بالبعض الآخر، الملاحظة الثانية، وهي نظرية وتفيد ان الطفل مبدئياً ينسى المقطع او الدرس الذي لم تشرحه المعلمة جيداً امامه، والواقع ان للنسيان هنا مغزى الرفض الضمني فالمرء عادة ينسى الامور التي يرفضها يقينا، فيكون النسيان طريقاً لتحقيق الراحة الفكرية. والملاحظة الثالثة تقوم على اعتبار النسيان الجزئي بمثابة نتيجة مباشرة لحالة الخجل والتهيب فالطفل حين يتعرض للنسيان خلال المناقشة مع المعلمة، غالباً ما يكون في حالة خجل او التهيب من المعلمة وهذا ما يفسر ان الطفل يتلو درسه امام والدته جيداً ثم يتعرض لنسيان بعض اجزائه امام المعلمة في الصف. العمل اذن على توثيق علاقته بالمعلمة، وعليها بدورها ان تعزز ملكة انتمائه الى مجتمع الصف بحيث ينتصر على خجله وتهيبه، وذلك عبر ان تعمل بدورها على التقرب من الطفل، وعليك دعوتها لزيارتكم في المنزل ما يتيح للصغير ان يتقبلها كشخص قريب، وليس كمعلمة متسلطة.