اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

يؤشِّر التصعيد العسكري وتنامي الاعتداءات الإسرائيلية على القرى الجنوبية الحدودية، بالتوازي مع تجاوز الخشية الأممية من انفلات الوضع بشكلٍ موسّع على الجبهة الجنوبية، إلى أن احتمالات الانزلاق إلى الحرب وارد في أي لحظة، خصوصاً في ضوء التعقيدات وتطوّر الوضع الميداني وقواعد الاشتباك وعمليات الاغتيال الأخيرة. ويؤكد النائب الدكتور بلال الحشيمي، أن "لبنان يتعامل مع عدوٍ محتل، يقوم بإبادة جماعية وتدميرٍ للمدارس ودور العبادة والمساكن في فلسطين المحتلة، وهو ما يبيّن أن لا احترام للقانون الدولي والأعراف الدولية، فالأميركيين وبعض الدول الغربية مستمرون في إعطاء الكارت الأخضر لبنيامين نتنياهو حتى اليوم للقصف والقتل، ولذلك، هنالك عدم تبنٍّ لوقف إطلاق النار، بعدما تهجّر أكثر من 90 بالمئة من سكان غزة".

ويرى النائب الدكتور الحشيمي في حديثٍ لـ"الديار"، أن "مخاوف اللبنانيين من هذه الحرب في مكانها، لأنها إن وصلت إلى لبنان، ستكون مدمّرة، لأننا نتعامل مع شخصٍ متعطِّش للدم والتدمير ويحمل ختماً أميركياً يساعده على استباحة كل شيء". ويعتبر أنه "على اللبنانيين أن يكونوا واعين، لأن حزب الله يعي أنه في حال توسّعت هذه الحرب، فقد تكون حرباً عابرة أم حرباً مدمرة، لأن ما يقوم به نتنياهو مع بصمة غربية وأميركية في غزة، قد يطبّقه على لبنان واللبنانيين، ولذلك، على الدولة اللبنانية التي لا تملك أي قرار، أن تحاول قدر المستطاع تجنيب لبنان هذه الحرب، وعلى الحزب أن لا ينجرّ إلى ما يريده نتنياهو لكي ننأى بأنفسنا عمّا يحصل من دمار وقتل بدون رحمة".

وللوصول إلى تفادي هذا التدهور، يشير الدكتور الحشيمي، إلى ضرورة "انتخاب رئيس للجمهورية وأن يكون للدولة اللبنانية رئيس في المدى القريب، فالرئيس نجيب ميقاتي قال إن القرار بالحرب والسلم خارجي، ولذلك علينا ان نتلاقى ونتفق على انتخاب رئيسٍ للجمهورية لأننا جميعاً بحاجة لرئيسٍ ينقذ بلدنا ويعيدنا إلى طبيعته، ولذلك نحن بحاجة لاختيار رئيسٍ يدعم استقرار البلد ويعمل مع باقي المكوّنات على إنقاذ لبنان ويفتح علاقات جديدة مع الدول العربية ويعيد لبنان إلى الحضن العربي، لأننا بحاجة الى إخوتنا العرب في هذا الوقت، كما نحن بحاجة للإنفتاح على الغرب وبحاجة لرئيسٍ يكون على علاقة جيدة مع الكل من أجل استعادة الاستقرار والحفاظ على أمن البلد".

وعن إدارة رئيس مجلس النواب نبيه بري محركاته لتحريك الملف الرئاسي، يقول الدكتور الحشيمي، إن "الرئيس بري له دور كبير في ذلك، وقد رأينا الدعوة للتمديد لقائد الجيش للحفاظ على المؤسسة العسكرية، ويجب أن يكون له الدور البارز في جعل عجلة الرئاسة في الخطّ السليم ووضع مواصفات رئاسية معينة، والمواصفات الرئاسية التي ندعو إليها، تهدف لمساعدة الشعب اللبناني وليس أن تحصر اللبنانيين في علاقة مع طرفٍ واحد، حيث أن انتخاب الرئيس سيعطي رسالةً للخارج أن لبنان يريد استعادة عافيته، وعلى الكل الإشتراك في انتظام عمل  الدولة والمؤسّسات".

ورداً على سؤال حول نتائج الحراك الدولي في بيروت، يجد الدكتور الحشيمي، أن "همّ الموفدين الوحيد، هو تنفيذ القرار 1701 أي الحفاظ على أمن إسرائيل والمستوطنات والمستوطنين، لأننا نعرف أن الإسرائيلي يعتدي دائماً على لبنان ويستبيح الأجواء اللبنانية وله أطماع تجاه لبنان، ولذا، في الوقت الحاضر فإن التركيز هو على تنفيذ ال1701، وعلى لبنان أن يطالب بانسحابٍ إسرئيلي من مزارع شبعا وتلال كفرشوبا، لأنه على إسرائيل أن تطبّقه قبل لبنان لأن لبنان قد نفّذ جزءاً منه، ولكي تكون عدالة من ناحية تطبيق ال1701 على الكيان الإسرائيلي أن يطبّق قرارات الأمم المتحدة، والحل لا يبدأ إلاّ بوقف الإعتداءات على لبنان ووقف المجازر والتدمير في غزة".

وممّا تقدّم، يؤكد الحشيمي أنه "على القوى السياسية والحزب أن يقدّروا عواقب أي حرب، فالقضية الفلسطينية هي قضية عربية إنسانية، فالعمل لإنقاذ وإعادة القضية الفلسطينية إلى الصدارة، هو من خلال العمل من النواحي السياسية والإعلامية والدولية لوضع حل لإنقاذ الشعب الفلسطيني وإعادة أرضه، وإعادة الأمور إلى نصابها والحد من استباحة أراضي الشعب الفلسطيني من قبل الكيان الإسرائيلي وإعادة أرضه الموجودة والمحفوظة بقرارات أممية".


الأكثر قراءة

الضفة الغربيّة... إن انفجرت