اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

ليس متوقعا من زيارة الوفد النيابي اللبناني، الذي زار واشنطن مؤخرا في اطار زياراته الدورية كل سنة، ان تنجز الكثير من الأمور او تسهم في تحقيق إختراق كبير على الساحة اللبنانيّة، نظرا لتعقيدات الوضع اللبناني "القاتم" وما يحصل في المنطقة، إلا ان زيارة النواب نعمة افرام أسعد درغام وآلان عون ونائب رئيس المجلس الياس بو صعب الى الولايات المتحدة لها دلالتها وأهميتها، إذ تفتح نافذة تواصل مع واشنطن، ومن شأنها تعزيز علاقة لبنان بالإدارة الأميركية والمؤسسات المالية الأميركية، التي تساهم بتأمين المساعدات المالية وتمويل عدد من المشاريع .

لقاءات كثيرة عقدها الوفد البرلماني في العاصمة الأميركية بمسؤولين في وزارة الخارجية والكونغرس، ومؤسسات مالية تعنى بمساعدة لبنان، إضافة الى لقاء المستشار الأميركي لشؤون الطاقة اموس هوكشتاين، الذي تناول تطبيق القرار ١٧٠١ والانتخابات الرئاسية وعمل "اللجنة الخماسية".

تلمس النواب من خلال لقاءاتهم إهتمام واشنطن بعدم توسع رقعة الحرب وامتدادها الى أبعد من الحدود، وترى واشنطن ضرورة فصل مسار ما يجري في غزة عن الجبهة الجنوبية والسير بترتيبات على الحدود وفق القرار 1701، لضمان عودة سكان المستوطنات وأهالي المناطق الحدودية. ووفق المعلومات لم يتحدث المسؤولون الذين التقاهم الوفد عن مسألة انسحاب حزب الله الى ما وراء منطقة الليطاني، بل سمع كلاما عن حلول بمعايير جديدة .

الموضوع الرئاسي احتل هامشا من بعض اللقاءات، فالأولوية كانت للشأن المالي والاقتصاد المصرفي، فالانتخابات الرئاسية بنظر الأميركيين شأن لبناني يتم حله بالتوافق الداخلي والحوار بين اللبنانيين، والمؤكد ان لا مرشح رئاسي محدد للأميركيين ولا إعتراض او دعم لمرشح معين ، فالمهم ان يلتزم الرئيس المقبل بالاصلاحات المطلوبة.

اللقاءات مع ممثلي المؤسسات المالية والبنك الدولي والـusaid ركزت على ضرورة الاستمرار بمساعدة المؤسسة العسكرية وعدم تقليص المساعدة المالية، وعرض الوفد حاجات الجيش ودوره في حماية لبنان وسط الأزمات الكبرى التي يمر بها لبنان، كما طالب الوفد بدعم المشاريع المتعلقة بالطاقة المتجددة والتربية، وتحويل الدعم الى الهيئات الرقابية .

زيارة الوفد البرلماني كانت بشقين سياسي ومالي:

في السياسة: ركزت اللقاءات السياسية على ضرورة انتخاب رئيس جمهورية، واستكمال بناء الدولة، والعمل على تحييد لبنان عن الحرب الواسعة، وأكد المسؤولين الاميركيين ان "اللجنة الخماسية" تسعى لمساعدة لبنان لحل ازمته السياسية، لكن الحل هو من مسؤولية اللبنانيين.

في الشق المالي: شكل العنوان الأبرز للاجتماعات بالمؤسسات المالية الأميركية، حيث ناقش الوفد المساعدات التي تقدمها "وكالة التنمية الأميركية"، وما يمكن ان تساهم به من مشاريع وكيفية إيصالها الى كل المناطق، كما ركزت اللقاءات على اعادة الثقة بالاقتصاد المصرفي ومحاربة تبييض الأموال، وعرض الوفد خطة إعادة أموال المودعين، ومواصلة دعم الجيش اللبناني .