اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب


طُغاةُ لبنان

ما خلق الطغاةُ في التاريخ نفوسهم. خلقهم ذوو نفوسٍ حولهم خانعة، خلقتها بدورها ثقافةُ كسلٍ روحيٍّ أخلاقيّ. ومن تداعيات هذه الثقافة أنها تؤدّي بأصحابها الى جهلهم حقيقةَ ما ينبغي أن تكون عليه هُويّتُهم الانسانيّة. واذا كان الوعيُ أساسَ كل بنيان، فانّ عدمه أساسٌ لكل خراب، ولكل تمادّ في الدمار والخراب.

والوجودُ عينه، من دون وعيٍ له وبه، يُعادلُ عدمَه. على هذا القياس، يبدو انّ اللبنانيين في عمومهم، لا يزالون على مسافة بعيدة من الوقوف على حقيقة دولتهم، على فاجعة عدمها، والّا، فما سرُّ هذا الكسل، قل هذا الشلل؟ ما معنى، رغم هول المعاناة، ان لا ينتفض هذا الشعب انتفاضته الطبيعية في حال صحوته، على كلّ هؤلاء الذين استجلبوا عليه كلّ اسباب بلائه وكلّ أسباب موته ؟ صحيحٌ أنّه ما لجرحٍ بميّتٍ ايلامُ. في بلاهة لا يقوى على ايفائها في الوصف خيال. ترانا كشعبٍ ولو بالافتراص، نواصل في كسلٍ اخلاقيّ مريب، انتظارَ ان تقومَ هذه الدولةُ الفاشلة بما يوفِّر لنا شروطَ القيام من جهنّم ما أوصلتنا هي، بكبارها وصغارها، اليه؟

لولا البلاهةُ لأكَّدتِ البداهةُ وحدها انّ الدولة التي سرق مسؤولون فيها، بالتكافل والتضامن مع المصارفيين، مع الصيارفة والكتبة والفرّيسيين الجدد من اكابر رجالات الدين، جنى أعمار الناس من دون أن يرفّ لفاسدٍ منهم جفن. تؤكِّد البداهة، ومن دون حاجةٍ الى حجّة، أنّ " هذه الدولة ليست صالحة ولا بحالة من الاحوال، لا لمعالجة موضوع النازحين اليها, ولا لمعالجة نزوح الكافرين بها من مواطنيها، من أهلها الى ديار الله قريبة او بعيدة.

 ليس لغير الصالحين في نفوسهم أهليّة للقيام باصلاح خارج نفوسهم. ليس لغير الاحرار، اهل الوعي شرطا للصراع، المتحرّرين من امراضهم ومن اغراضهم النفعيّة الخاصة، قدرةٌ على اتّخاذ قرارٍ بوقف الانهيار عند حدّ، واستمرار الانحدار نحو التلاشي والاندثار.

 فهل من امل بصحوةٍ ما عند الرافضين موتهم المجّاني، ممّن تتلمذوا ذاتَ تاريخ على ثقافة أنّه لا بأسَ أنْ نكون طغاةّ على الطغاة، فاسدين

أسميتَهم ام أسميتَهم حُماةً للطغاة، للفاسدين للظالمين. طُغاةُ لبنان جهالات على أشكالٍ وأنواعٍ وألوان، ومستثمرون من الداخل والخارج بكل أصناف الجهالات.

الأكثر قراءة

بعد كارثة غولاني... تل ابيب و194 مستوطنة في الملاجىء لغز «الشبح» يحير اسرائيل... ونتانياهو يهدد بيروت و«اليونيفيل» «ضوء اخضر» اميركي وتحذيرات من الهدوء الخادع في الضاحية