اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب


منذ العام 2017، تسعى حركة حماس الى اعادة العلاقة مع سوريا، التي انقطعت منذ العام 2011 مع بدء الاحداث فيها مطلع عام 2010، اذ ظهر تورط حماس في الصراع بسوريا، بوقوفها الى جانب ما سمي "المعارضة" ضد النظام فيه، وساندت "الاخوان المسلمين" الذين تنتمي اليهم وكانوا مشاركين فعليين في "الحراك الشعبي" لاسقاط الرئيس بشار الاسد، وحماس انحازت الى التنظيم دون ان تلتفت الى ان سوريا هي في محور المقاومة، التي احتضنت حماس عندما اقفلت بوجهها الابواب العربية.

وبعد سبع سنوات على الحرب الكونية على سوريا، التي ساندها محور المقاومة من ايران الى حزب الله وغيرهما كروسيا، فان حماس اجرت مراجعة لموقفها من دولة اساسية ومحورية في خط المقاومة، وهي امنت انتصار المقاومة في لبنان بتحرير ارضه، كما في صموده ضد الحرب "الاسرائيلية" التي شنت على لبنان ومقاومته وجيشه وشعبه في صيف 2006، واظهر القاذف الصاروخي "كورنيت" الروسي الصنع فعاليته في استخدام المقاومة له، ضد دبابات "الميركافا الاسرائيلية" من الجيل الرابع، وهذا السلاح قدمته سوريا الى حزب الله الذي طوره كما اسلحة اخرى.

والاحداث التي افتُعلت في سوريا، وخطط لها المعادون لها لانها رفضت ان تتخلى عن تحالفاتها مع المقاومة اللبنانية والفلسطينية، ولم تقبل املاءات وزير الخارجية الاميركية الاسبق كولن باول عام 2003 في اقفال مكاتب حركة حماس، وقطع العلاقة مع ايران التي يمر السلاح الى المقاومة عبر سوريا، فدفع الرئيس الاسد ثمن هذا الموقف، كما يقول مصدر حزبي حليف لسوريا وفي خط المقاومة، وهذا ما ادى بحركة حماس الى اعادة تموضعها في سوريا، وبدأته القيادة الجديدة التي انتخبت عام 2017، واتت بيحيى السنوار رئيساً للمكتب السياسي للحركة، الذي انتهج خطاً سياسياً مختلفاً عمن سبقوه في رئاسة المكتب السياسي كخالد مشعل، فاصدرت الحركة بياناً فيه نقد ذاتي لمسارها من الاحداث في سوريا، ودانت موقفها الذي تسبب بحصول التباعد والقطيعة وخروج حماس من دمشق.

ومع وصول القيادة الجديدة برئاسة السنوار، دخل على خط التواصل بين القيادة السورية وحماس كل من ايران و حزب الله بشخص امينه العام السيد حسن نصرالله ، وجاءت مواقف الرئيس الاسد المحيية للمقاومة في غزة، لتفتح ثغرة في العلاقات بين الطرفين، وفق مصادر متابعة لها، ونجح الوسطاء في تأمين استقبال الرئيس السوري لممثلين في حماس ضمن وفد الفصائل الفلسطينية، فكان لقاء في العام 2022 حضره خليل الحمية ممثل حماس. وبعد عام على العملية العسكرية "الاسرائيلية" في غزة، والتي واجهتها حماس وفصائل اخرى في المقاومة باسم "سيف القدس"، التي كان للرئيس الاسد موقف ايجابي منها، فعادت حماس كمقاومة الى سوريا، وليس كتنظيم سياسي تقول المصادر، التي اشارت الى ان العلاقات الايجابية تطورت خلال السنوات الخمس الاخيرة، اذ اعلن مسؤول العلاقات الخارجية في حماس موسى ابو مرزوق في 13 آب من العام 2022، ان الحركة ستعيد فتح مكتبها في دمشق وممثلا لها، وانها بعد سنوات من القطيعة ترى ان سوريا هي التي وفت معها، بعد ان ادار لها الجميع ظهرهم، فيعترف مسؤولون في الحركة بخطأ التدخل في سوريا، والوقوف الى جانب معارضي النظام.

فالعلاقة بين سوريا و حماس وصلت الى نقطة متقدمة جداً، وفق ما يكشف مصدر قيادي بارز فيها، ويتحدث عن ان عملية "طوفان الاقصى" اخرّت فتح المكتب الذي بات جاهزاً، وتم تعيين ممثل للحركة في سوريا، لكن اسبابا صحية منعت تحقيق ما تصبو اليه حماس وهي العودة الى سوريا لانها العمق العربي، وقد يكون الوحيد بين كل الدول العربية التي فتح لها ابوابه ، لكن العلاقة مع سوريا لها بعد آخر، لانها تحتضن مئات الاف الفلسطينيين النازحين وتعاملهم كسوريين، وهي على خط التماس مع فلسطين ومجاورة للبنان الذي هو ساحة مساندة للمقاومة، لا بل فاعل فيها، وهذا ما اثبتته الحرب على غزة بان حزب الله اشعل جبهة عسكرية وضعت العدو الاسرائيلي في موقع ضعيف وحرج في الجبهة الشمالية.

فسوريا بالنسبة لحماس هي البعد العربي والعمق الاستراتيجي للمقاومة، التي تدفع ثمن موقعها المقاوم، واخطأت حماس في التقدير، والعودة عن "الخطأ فضيلة" يقول المصدر القيادي، الذي يعترف بدور سوريا في تسليح المقاومة ومساعدتها على تصنيع اسلحة، و حماس هي جزء منها، كما في حفر الانفاق.

ولا ينفي المصدر القيادي وجود ضغوط تلقتها حماس لتأخير عودتها الى سوريا، واعادة فتح مكتب فيها وتعيين ممثل لها، وحاول البعض ربط ذلك باخذ موافقة من النظام السوري في مسألة الحل السياسي، فكان رد حماس ان هذا الموضوع شأن سوريا داخلي، ولن "تلدغ الحركة مرتين".

وفي الوقت الذي قطعت العلاقة شوطا بين سوريا و حماس، فان الرئيس التركي رجب طيب اردوغان يأمل لقاء الاسد.

الأكثر قراءة

تشومسكي... الأميركي اليهودي العربي