اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

كشف "مرصد شباب من أجل دارفور" (مشاد) لحقوق الإنسان في إحصائية جديدة عن أعداد الضحايا من جراء استهداف المدنيين في السودان على أيدي قوات "الدعم السريع" منذ بدء الصراع في شهر نيسان 2023، نحو 49.07 ألف شخص بين قتيل وجريح.

وأشار المرصد إلى أن من بين القتلى نساء وحوامل وأطفال، في حين أن هناك أكثر من 3496 مدنياً تعرّضوا لإصابات متفاوتة، بينهم 794 شخصاً بترت أطرافهم.

وأوضح المرصد أنّ القصف المدفعي العشوائي الذي نفّذته "الدعم السريع" خلف خسائر كبيرة في المناطق المدنية، إثر تدمير أعداد كبيرة من المنشآت الخدمية والمنازل في الولايات المختلفة.

وأعرب المرصد عن أسفه البالغ حيال استمرار "الدعم السريع باستهداف المناطق والمدن بهدف القتل والتهجير القسري للمدنيين وتشريدهم من منازلهم، وممارسة أعمال النهب والسرقة والتخريب للبنى التحتية".

وأضاف المرصد أن على "المجتمع الدولي والفاعلين في مجال حقوق الإنسان، مناهضة انتهاكات الدعم السريع ضد المدنيين وإصدار إدانة صريحة تجاه تلك الجرائم الشنيعة والتي لم تُـراعِ فيها المواثيق والأعراف الدولية للحرب بعدم التعرُّض للمدنيين".

وختم المرصد بدعوة "الهيئات الحقوقية والمؤسسات العدلية الدولية لمواصلة جهودها في ملاحقة الدعم السريع قضائياً وصولاً لمحاسبة قادتهم وأعوانهم وفرض عقوبات رادعة عليهم".

أكثر من 460 قتيلاً في جنوبي السودان

وفي سياق متصل، أعلنت بعثة الأمم المتحدة إلى جنوبي السودان مقتل "468 مدنياً في اشتباكات مسلحة بين شهري كانون الثاني وآذار الماضيين"، مشيرة إلى أن "حوادث العنف" لا زالت مستمرة.

بعثة الأمم المتحدة أفادت أيضاً بجرح 328، واختطاف 70 شخصاً، وتعرض 47 مديناً للعنف الجنسي المرتبط بالنزاع" خلال الفترة عينها.

وأوضحت أن "هذه الاعتداءات نفذتها ميليشيات مجتمعية ومجموعات الدفاع المدني. كما ارتفع عدد حوادث العنف بنسبة 24% مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي"، وأضافت أن "ولاية واراب النائية (شمالي غرب جنوب السودان) هي الأكثر تضرراً".

في المقابل، أشارت البعثة بشكل إيجابي إلى تراجع عمليات الاختطاف والعنف الجنسي، مقارنة بالربع الأخير من عام 2023، بنسبة 30% و25% على التوالي.

بدوره، شدّد مبعوث الأمم المتحدة إلى جنوب السودان، نيكولاس هايسوم، على "الضرورة الملحة لعمل جماعي تقوم به السلطات الوطنية، الحكومية والمحلية، بالإضافة إلى قادة المجتمعات والسياسيين الوطنيين، من أجل حل المظالم القائمة منذ فترة طويلة سلمياً، ولا سيما مع اقتراب أول انتخابات في جنوب السودان".

ومن المقرر أن تنطلق الانتخابات، وهي الأولى في تاريخ البلاد، في 22 كانون الأول المقبل، بعد تأجيلها لعدة مرات.

وبعد مرور نحو 13 عاماً من إعلان استقلاله عام 2011، لا يزال جنوب السودان يعاني من عدم الاستقرار وتفشي العنف، الأمر الذي يؤخر تعافيه من تبعات الحرب الأهلية الدامية التي دارت بين الخصمين، رياك مشار، وسلفا كيير، والتي أدت إلى مقتل نحو 400 ألف شخص، ونزوح مليون خلال 5 سنوات بين عامي 2013 و2018.

هذا وينص اتفاق السلام، الموقع في 2018، على مبدأ تقاسم السلطة ضمن حكومة وحدة وطنية، حيث يكون كيير رئيساً ومشار نائباً للرئيس. لكنه لا يزال غير مطبق إلى حد كبير، بسبب الخلافات المستمرة بين الخصمين، ما يترك البلاد عرضة للعنف، وعدم الاستقرار والفقر، رغم الموارد المهمة، ولا سيما النفطية منها، التي تتمتّع بها البلاد.