اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

الكلام سياسي، ولكن الحلول عسكرية! فكل المؤشرات تدل على أنه يصعب تجنب مواجهات كبرى، شاملة أو محدودة، بين «اسرائيل» وحزب الله، وبالتالي بين «اسرائيل» ولبنان، لأن «اسرائيل» تكرر دائماً أنها ستستهدف لبنان بأكمله! علماً أن حزب الله يلتزم بقواعد الاشتباك «الموسعة»، على الأقل من جهة واحدة، وتحت معادلة «يصعدون - نصعد»!

ثلاثة أسباب تفتح الباب أمام حرب محتملة تتخطى قواعد الاشتباك. وهي:

1 - استمرار الحرب على غزة!

السبب الأول لاستمرار الحرب واحتمال انزلاق الأمور الى حرب أشمل، هو استمرار «اسرائيل» في حربها على غزة. ولكن كيف يمكن أن تقف الحرب على غزة؟

تبدو السيناريوهات كلها «سوداء»! فالسيناريو الأصعب هو اقتحام رفح. وصعوبة هذا السيناريو هو في فاتورة ثقيلة جداً إضافية من الدم والضحايا من أهالي غزة لا تستطيع الولايات المتحدة تحملها، ولا يستطيع الرأي العام الدولي تحملها أيضاً!

وذلك، بمعزل عن خسائر الجيش الاسرائيلي، وبمعزل عن ملف الأسرى، الذي لا يبدو من أولويات رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتانياهو.

السيناريو الآخر، أو هذا ما يعتقده نتانياهو، هو أنه باغتيال قائد حماس يحيى السنوار، سيكون قد حقق أحد أهداف حرب «اسرائيل» على غزة بعد 7 أكتوبر، بقتل كل قادة حماس الأساسيين في طوفان الأقصى، خاصة بعد اغتيال اسماعيل هنية وصالح العاروري ومحمد الضيف (إذا ما تأكد!).

2 - الاستمرار في مسلسل الاغتيالات!

حتى ولو انتهت الحرب على غزة، فإن مخاطر الحرب وانزلاقاتها، بردود يُراد منها أن تكون محدودة، واردة في كل لحظة!

إذ لن يوقف الموساد الاسرائيلي عمليات الاغتيالات التي ينفذها، والتي تستهدف قادة حماس وقادة حزب الله وأصدقاءهم، في لبنان وغزة وإيران، وقادة الحرس الثوري... في سوريا. في حين ستستمر العمليات الاسرائيلية المتقطعة في العراق واليمن.

3 - عودة المهجرين الاسرائيليين «قسراً» الى قرى ومستوطنات شمال «اسرائيلط!

قد تكون هذه النقطة هي مفتاح الحل الأساسي في المنطقة أو المفتاح الأكيد للحرب الشاملة بين «اسرائيل» وحزب الله. من دون أن يعني ذلك حرباً إقليمية تشارك فيها إيران، بخاصة بعد أن برر أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله أنه لا حاجة الى مشاركة مباشرة من إيران في الحرب!

السؤال الأساسي بالنسبة للمستوطنين «المهجرين» الى الداخل الاسرائيلي هو كيف يمكن أن يعودوا الى «منازلهم» والى «قراهم»؟ وكيف تكون عودتهم آمنة؟ وكيف يمكن منع حزب الله من استهدافهم بالصواريخ القصيرة والمتوسطة المدى؟ وكيف يمكن تعطيل أي خطر من قبل حزب الله لتنفيذ 7 أكتوبر جديد، يوماً ما؟

80 الى 100 ألف مستوطن، من حوالى 43 قرية ومستوطنة، أبرزها وأكبرها كريات شمونة، يلتقون دائماً بوزراء الحكومة الاسرائيلية. وهم سألوا هذه الأسئلة، التي لديها جواب واحد بالنسبة للحكومة الاسرائيلية، ولوزير دفاعها وحربها يوآف غالانت، وهي إجبار حزب الله على التراجع والانسحاب الى شمال الليطاني، تنفيذاً للقرار الأممي 1701. وهذا «الإجبار» يمكن أن يتحول الى جبهة مفتوحة أو الى حرب شاملة!

ولن يتجاوب حزب الله بالتأكيد مع الجهود الديبلوماسية بالانسحاب الى شمال الليطاني! وهو سيستمر في اتهام «اسرائيل» بعدم تنفيذها من جانبها للقرار 1701. كما أنه لن يخضع للتهديدات الاسرائيلية، لا بل يجيب على التهديدات بتهديدات مضادة! ولذلك، فإن محاولة تجنب الحرب قد تفشل لأسباب عديدة!

ويبقى احتمال ولو ضئيل، وهو أن تعرض «اسرائيل» الانسحاب من مزارع شبعا وتلال كفرشوبا! عندئذ يصبح الوضع مختلفاً! ولكن الاحتمال يبقى فعلاً ضئيلاً جداً!

في الواقع، لا آموس هوكشتاين، ولا إيف لودريان، ولا غيرهما من الموفدين الى لبنان والى «اسرائيل» يملكون عصا سحرية!

وعلى الرغم من ضرورة التخاطب، ولو غير المباشر، فإن اندلاع الحرب أو عدم اندلاعها بين «اسرائيل» وحزب الله مرتبط بالتطور العسكري الميداني، وبخاصة بتأمين عودة المستوطين الى «قراهم» في شمال «اسرائيل»، وتأمين أمنهم على المدى البعيد! وما دام ليس هناك إجابة سياسية واضحة على هذه المسألة، فالجواب العسكري واضح... جداً!

الأكثر قراءة

صواريخ المقاومة تشلّ مطار بن غوريون: تل أبيب تحت النيران «إسرائيل» توسع نطاق عدوانها البري