اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

احتجت اليابان على اختراق طائرة استطلاع صينية مجالها الجوي، معتبرة ذلك "انتهاكا خطرا للسيادة اليابانية"، في وقت يتزايد فيه التوتر بين الصين والفلبين على خلفية الاحتكاكات البحرية بينهما في بحر جنوب الصين.

وبحسب وزارة الخارجية اليابانية، استدعى نائب وزير الخارجية ماساتاكا أوكانو القائم بالأعمال في السفارة الصينية في طوكيو  و"أعرب له عن احتجاجه الشديد" لما جرى، مطالبا بكين باتخاذ إجراءات لتجنب تكرار هذا النوع من الأحداث.

وقال المتحدث باسم الحكومة اليابانية إن طائرة عسكرية صينية دخلت المجال الجوي الياباني لفترة وجيزة أمس، واصفا الحادث بأنه "انتهاك إقليمي غير مقبول على الإطلاق وتهديد للسلامة".

وأوضح كبير أمناء مجلس الوزراء الياباني يوشيماسا هاياشي في مؤتمر صحفي، أن طائرة استطلاع صينية من طراز "واي-9" دخلت لفترة وجيزة أمس المجال الجوي الجنوبي الغربي لليابان التي سارعت إلى إرسال طائرات عسكرية مقاتلة.

وأضاف أن "توغل الطائرات العسكرية الصينية في المجال الجوي الياباني ليس انتهاكا خطيرا لحقوقنا الإقليمية فحسب، بل إنه تهديد للسلامة أيضا وغير مقبول على الإطلاق".

وشدد هاياشي على أن النشاط العسكري الصيني حول اليابان أصبح "متوسعا ومكثفا بشكل متزايد في السنوات الأخيرة". وقال هاياشي إن بلاده ستواصل مراقبة النشاط العسكري الصيني وستبذل قصارى جهدها للرد على الانتهاكات المحتملة للمجال الجوي.

وأفاد المسؤول الياباني بأن هذه هي المرة الأولى التي تكتشف فيها قوات الدفاع الذاتي اليابانية طائرة عسكرية صينية في المجال الجوي لبلاده.

وقالت هيئة الأركان المشتركة لقوات الدفاع الذاتي اليابانية إن طائرة الاستطلاع الصينية "واي-9" حلقت فوق جزيرة دانجو قبالة الساحل الجنوبي الغربي لجزيرة كيوشو الرئيسية في جنوب اليابان لمدة دقيقتين، مضيفة أن المسؤولين كانوا يحللون أحدث الأنشطة العسكرية الصينية. وذكرت الهيئة أن اليابان أرسلت طائرات مقاتلة وحذرت الطائرة الصينية من المغادرة.

ووفقا للجيش الياباني، قامت الطائرات النفاثة بالإقلاع ما يقرب من 669 مرة بين نيسان 2023 وآذار 2024، حوالي 70% من الوقت ضد الطائرات العسكرية الصينية، رغم أن هذا لم يشمل انتهاكات المجال الجوي.

ويشعر مسؤولو الدفاع اليابانيون بقلق متزايد بشأن التعاون العسكري المتنامي بين القوات الجوية الصينية والروسية، والنشاط الصيني المتزايد حول المياه والمجال الجوي الياباني، مما دفع طوكيو إلى تعزيز دفاعات جنوب غرب البلاد بشكل كبير، بما في ذلك الجزر النائية التي تعتبر أساسية لإستراتيجية الدفاع اليابانية في المنطقة.

تحذير فلبيني

في غضون ذلك، اعتبر وزير الدفاع الفلبيني جيلبرتو تيودورو الصين "أكبر معطل" للسلام في جنوب شرق آسيا، داعيا إلى "إدانة دولية أقوى لعدوانها في بحر جنوب الصين"، بعد منع الصين للسفن الفلبينية من توصيل الطعام إلى سفينة خفر السواحل في جزيرة سابينا شول.

وأدلى تيودورو بهذه التصريحات أمام مؤتمر عسكري دولي في مانيلا نظمته القيادة الأميركية للمحيطين الهندي والهادي، وسط تصاعد الاشتباكات بين الصين والفلبين في بحر جنوب الصين المتنازع عليه وفي مجالها الجوي.

وقال تيودورو في المؤتمر الذي حضره مسؤولون عسكريون ودبلوماسيون كبار من الولايات المتحدة والدول المتحالفة، إن الصين هي "أكبر معرقل للسلام الدولي" في جنوب شرق آسيا.

وفي وقت لاحق قال الوزير الفلبيني للصحفيين على هامش المؤتمر إن التصريحات الدولية التي تعبر عن القلق إزاء تصرفات الصين المتزايدة العدوانية في المياه المتنازع عليها وفي أماكن أخرى "ليست كافية".

وقال تيودورو "إن العلاج هو عمل جماعي أقوى متعدد الأطراف ضد الصين"، مضيفا أن الدبلوماسيين ومسؤولي الدفاع يجب أن يحددوا تلك الخطوات الأقوى.

وعندما ضغط عليه الصحفيون ليكون أكثر تحديدا، قال تيودورو "إن قرار مجلس الأمن الدولي الذي يدين ويأمر بوقف الأعمال العدوانية الصينية سيكون خطوة قوية"، لكنه أقر بصعوبة متابعة ذلك، مضيفا أن "العالم ليس مثاليا إلى هذا الحد".

وقال تيودورو إن رابطة دول جنوب شرق آسيا "اهتمت بأفعال الصين العدوانية، ولكن ينبغي لها أن تفعل المزيد". وتضم الكتلة المكونة من 10 دول في جنوب شرق آسيا الفلبين وفيتنام وماليزيا وبروناي، التي لها مطالبات متداخلة في بحر جنوب الصين، فضلا عن مطالب الصين وتايوان.

واستدرك قائلا "لا يمكن لرابطة دول جنوب شرق آسيا، لكي تظل ذات صلة وذات مصداقية، أن تستمر في تجاهل ما تفعله بكين في بحر جنوب الصين".


الأكثر قراءة

نتانياهو يرضخ لمعادلات الميدان: وقف النار خلال ساعات؟! لبنان يفرض باريس في اللجنة ولا تعديلات على الـ 1701 التدمير العشوائي مستمر...» ربع الساعة» الاخيرة الاكثر خطورة