اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

لا يقتصر الحراك الفرنسي الدبلوماسي على الإستحقاق الرئاسي فقط، بل تخطى حدود الإنتخابات الرئاسية، وعملية تدوير الزوايا بين كل القوى اللبنانية المحلية، من أجل التوافق وانتخاب رئيس جديد للجمهورية ووضع حدٍ للشغور الرئاسي، بل بات يتناول في الساعات الماضية واقع الحرب "الإسرائيلية" على لبنان، والقيام بمبادرة أو وساطة من أجل التوصل إلى وقفٍ للعدوان ولإطلاق النار على الجبهة الجنوبية، وهو ما شكل عنوان الإجتماع بين الرئيس الفرنسي ومستشار الرئيس جو بايدن للشؤون النفطية آموس هوكشتاين. وبالتوازي، فإن الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان، الذي غادر بيروت أخيراً، بعد جولة له على المرجعيات السياسية ولقاء رؤساء الكتل النيابية، لم يطرح أي مواقف قد تحمل دلالات إيجابية، لجهة التوصل إلى فتح كوةٍ في جدار الإستحقاق الرئاسي، وذلك على الأقل، وفق ما هو متداول في أكثر من مجال سياسي ونيابي، خصوصاً وأن صوت المعركة قد طغى على ما عداه من حراك وتصاريح ومواقف ديبلوماسية.

وحول احتمال أن يكون حراك لودريان قد أدّى إلى تحريك ركود الملف الرئاسي، وبالتالي وجود فرصة مُتاحة لأي مبادرة على هذا الصعيد، فإن عضو كتلة "الإعتدال الوطني" النائب وليد البعريني يكشف لـ"الديار"، عن "غياب أي مشهد سياسي على الرغم من الحاجة الكبيرة، في ظل الظروف الحالية لوجود رئيس للجمهورية، يقود المؤسسات ويدير الإتصالات"، معرباً عن أسفه "لأن التطورات الميدانية فرضت نفسها على كل الملفات وغيّبت المشهد السياسي، علماً أنه وبشكلٍ واضح، ففي هذا الظرف لا يبدو للكلام السياسي أي مكان".

وحول العدوان الإسرائيلي، وإذا كان قد دخل لبنان فعلياً في مدار الحرب الثالثة، أم أن المواجهة ما زالت مضبوطة، على الرغم من توسّع العدوان إلى كل الأراضي اللبنانية، وحركة النزوح الكثيفة منذ مطلع الأسبوع الجاري، يؤكد البعريني أنه "لا يمكن اعتبار هذه المواجهة مضبوطة، خصوصاً وأن عدد الشهداء خلال يومين قارب ٦٠٠ شهيد، فيما تجاوز عدد الجرحى ألفي جريح، كما أن نحو نصف مليون مواطن قد هُجّروا من بيوتهم"، مشيراً إلى أن "ما نعيشه اليوم، هو عدوان إسرائيلي وجرائم حرب متواصلة".

وبالنسبة لمواكبة المرحلة والتداعيات الناتجة عن العدوان، لجهة الإجراءات ولجهة مستوى التنسيق مع فاعليات منطقة الشمال، من أجل احتواء أي حركة نزوح كبيرة إلى المناطق الشمالية، أو تشكيل خلية طوارىء، يركِّز على "المحاولة ومن خلال الإتصالات والحركة على الأرض، بالتنسيق مع الجهات الرسمية من جهة، وعبر دعم المبادرات الفردية من جهةٍ أخرى، بهدف المساعدة قدر الإمكان، لأن هذا واجب وطني وإنساني في ظل هذه الظروف الصعبة".

وعن توقعاته لليوم التالي على المستوى الداخلي، يقول البعريني، "دعونا ننتهي من العدوان، وبعدها نبحث في اليوم التالي"، مشدداً في هذه المرحلة على "وجوب أن يكون كلامنا كله حول أهمية الوحدة الوطنية، والدعاء لأرواح الشهداء وشفاء الجرحى والمصابين ودعم النازحين، لأن أي كلام آخر لا معنى له اليوم".