اذا جلس الأميركيون والايرانيون وجهاً لوجه، "هل يمكن اخراج الثعبان من البيت الأبيض؟". آية الله خامنئي الذي وصف، عام 2019، التعامل مع العدو بـ "السم العزاف"، أفتى، أخيراً، بامكان، وربما بضرورة، التفاعل معه، ما دامت الظروف، والمصالح تقتضي ذلك.
عام 2013، ولدى انطلاق المفاوضات النووية بين واشنطن وطهران، التقى الوفد الأميركي الذي كان يرأسه ويندي تشيرمان بالوفد الايراني الذي كان يرأسه عباس عراقجي، ليقول الأول "ان الوجود في الغرفة نفسها، وعلى الطاولة ذاتها، غيّر كل شيء"، حتى إن الرجلين تبادلا صور حفيديهما اللذين رزقا بهما أثناء المفاوضات.
اذ يتقاطع الأميركيون والايرانيون في التوجس من العواقب الكارثية لأي حرب شاملة على مصالح كل من البلدين، يسأل استاذ العلاقات الدولية في جامعة هارفارد ستيفن والت "ما المانع أن يلتقي الجانبان لايجاد ما يدعى باللاتينية Modus Vivendi"، أي طريقة للعيش تحد من جنون بنيامين نتياهو، ما دام من المستحيل أن تخرج أميركا من الشرق الأوسط في المدى المنظور، وأن تزال ايران من خريطة المنطقة؟
المشكلة في أن شبح دونالد ترامب الذي يعتبر مثالاً للزبائنية السياسية، ظل يلعب في رأس جو بايدن على مدى السنوات الأربع المنصرمة. من اليوم الأول بدأ الارتباك جليّاً لدى الرئيس الأميركي في سياساته حيال ايران، خصوصاً في ظل التأثير الأخطبوطي للوبي اليهودي إن داخل "الدولة العميقة" أو داخل الكابيتول.
الايرانيون الذين كانوا يدركون نقاط الضعف في أداء بايدن خشوا من عودة ترامب الى الرئاسة، كما تفادوا القيام بأي خطوة نحو المفاوضات تأتي باتفاق ينتهي مثلما انتهى اتفاق عام 2015، لتبقى العلاقات تتأرجح بين خيوط العنكبوت، بل ولتتسع الهوة بسبب تصرفات الرئيس الأميركي التي لم تختلف البتة عن تصرفات سلفه في تحميل ايران مسؤولية الفوضى الجيوسياسية في المنطقة، كما لو أن الولايات المتحدة ليست الجهة التي دأبت على برمجة الصراعات وادارتها منذ الخمسينات من القرن الفائت.
ايران، بموقعها الجيوستراتيجي بين الشرق الأقصى والشرق الأدنى، محطة مركزية في الصراع (الحتمي) بين أميركا التي طرحت مشروع طريق الأفاويه بين الهند وأوروبا، مروراً بالشرق الأوسط، مقابل مشروع طريق الحرير الصيني. هكذا ثابرت واشنطن (علناً) على الدعوة الى تغيير سلوك النظام في ايران، فيما كان اللوبي اليهودي يضغط لتقويض هذا النظام، وتحت شعار أن من المستحيل احتواء نظام تقوده "ثقاقة الغيب" (اليوت آبرامز)، كما لو أن اسرائيل لا تدّعي انها "وديعة الهية"، وتنفذ حرفياً وصية يهوه.
برنار ـ هنري ليفي يرى ألاّ وجود لايران في المنطقة العربية من دون الوجود في لبنان الذي اذ يتاخم اسرائيل، يقع على ضفاف المتوسط التي رأى الأباطرة الفرس أنها البوابة التاريخية، والبوابة اللاهوتية، الى العالم بعدما رأت فيها الأوديسه الاغريقية "طريق الآلهة".
ميشال فوكو، الفيلسوف الفرنسي الذي أفتتن بالثورة الايرانية قبل أن يبتعد بسبب "ايديولوجيا البعد الواحد"، لاحظ أن آيات الله يشككون في خلفيات المنحى الايديولوجي للدولة العبرية، وهي الاستيلاء على المرافق الأساسية في المنطقة، من مضيق هرمز الى مضيق باب المندب، ومن قناة السويس الى مضيق الدردنيل للتحكم بالسياسات، كما بالمصالح، الدولية.
وكنا قد كتبنا أن بنيامين نتنياهو مثلما يتخوف من تنامي القوة الايرانية، يتخوف من تنامي القوة التركية، وأن رجب طيب اردوغان يلعب لعبة "اسرائيل" في تقطيع الأوصال السورية ما قد يشق الطريق أمام الدبابات الاسرائيلية والتوجه الى الشمال السوري. وها أن قناة "الجزيرة" تنقل عنه قوله "ان اسرائيل تضع نصب عينيها الأراضي التركية بعد فلسطين ولبنان".
المقاومة في لبنان مقاومة لبنانية بالكامل. هنا رجال يقفون في خط الدفاع الأول بمواجهة تلك الخطة العمياء بقيادة "رب الجنود" لوضع اليد على الشرق الأوسط.
لحظات لكي يتأمل قادة المنطقة، بل وقادة العالم، بما نقلته "هاآرتس" عن الصحافي الاسرائيلي ينون ماجال "في برنامج اذاعي (اف. ام 103) "المسيح وحده هو الذي يمكنه أن يحل محل نتنياهو"!!
يتم قراءة الآن
-
معالم الردّ على ورقة برّاك تتبلور... وحزب الله سلّم موقفه إجهاض مُحاصرة «الثنائي» انتخابياً... والمواجهة مفتوحة الأمن العام فكّك خليّة لتنظيم «داعش» تتعاون مع «الموساد»؟!
-
الهجوم على مدرسة» شارل ديغول»: هجوم على «الجسور»؟ أم لإخراج سوريا من هذا الكوكب؟
-
هل انكسرت الجرة بين "التيّار الوطني الحر" وحزب الله؟
-
"كرة ثلج" الفساد تَكبُر: وزراء جدد الى التحقيق بعد سلام
الأكثر قراءة
-
حسين السلامة بين التطبيع والتصفية: لماذا اختارت تل أبيب قصف قلب دمشق؟
-
المخرج للسلاح بالتوافق بين عون وبري وقاسم وسلام بري لصحافيين :وليد جنبلاط أقرب سياسي لي زعيم المختارة يرفض عزل حزب الله و"الدق" برئيس المجلس
-
المفتي دريان يجتمع مع الشرع السبت... ماذا على الطاولة؟ عريمط لـ "الديار": أهل السنّة في لبنان ليسوا بحاجة لحماية من أحد أياً كان!
عاجل 24/7
-
00:08
الحكمة يفوز على بيروت بنتيجة 78-77 ويتأهل إلى نهائي "ديكاتلون" بطولة لبنان لكرة السلة
-
23:37
القاضية دورا الخازن قررت توقيف رئيس مجلس إدارة كازينو لبنان رولان الخوري في ملف المقامرة الإلكترونية بتهم الفساد وتبييض الأموال
-
23:36
٤ دقائق على انتهاء المباراة بين فريق الحكمة وبيروت وتقدم للحكمة ب ٩ نقاط
-
22:13
برلماني إيراني بلجنة الأمن القومي: سنخصب اليورانيوم بقدر الحاجة ومن دون شروط
-
22:05
تمشيط بالأسلحة الرشاشة للجيش الإسرائيلي من موقع الراهب باتجاه أطراف عيتا الشعب جنوبي لبنان
-
22:04
تمشيط بالأسلحة الرشاشة للجيش الإسرائيلي من موقع الراهب باتجاه أطراف عيتا الشعب جنوبي لبنان
