اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب



اذا جلس الأميركيون والايرانيون وجهاً لوجه، "هل يمكن اخراج الثعبان من البيت الأبيض؟". آية الله خامنئي الذي وصف، عام 2019، التعامل مع العدو بـ "السم العزاف"، أفتى، أخيراً، بامكان، وربما بضرورة، التفاعل معه، ما دامت الظروف، والمصالح تقتضي ذلك.

عام 2013، ولدى انطلاق المفاوضات النووية بين واشنطن وطهران، التقى الوفد الأميركي الذي كان يرأسه ويندي تشيرمان بالوفد الايراني الذي كان يرأسه عباس عراقجي، ليقول الأول "ان الوجود في الغرفة نفسها، وعلى الطاولة ذاتها، غيّر كل شيء"، حتى إن الرجلين تبادلا صور حفيديهما اللذين رزقا بهما أثناء المفاوضات.

اذ يتقاطع الأميركيون والايرانيون في التوجس من العواقب الكارثية لأي حرب شاملة على مصالح كل من البلدين، يسأل استاذ العلاقات الدولية في جامعة هارفارد ستيفن والت "ما المانع أن يلتقي الجانبان لايجاد ما يدعى باللاتينية Modus Vivendi"، أي طريقة للعيش تحد من جنون بنيامين نتياهو، ما دام من المستحيل أن تخرج أميركا من الشرق الأوسط في المدى المنظور، وأن تزال ايران من خريطة المنطقة؟

المشكلة في أن شبح دونالد ترامب الذي يعتبر مثالاً للزبائنية السياسية، ظل يلعب في رأس جو بايدن على مدى السنوات الأربع المنصرمة. من اليوم الأول بدأ الارتباك جليّاً لدى الرئيس الأميركي في سياساته حيال ايران، خصوصاً في ظل التأثير الأخطبوطي للوبي اليهودي إن داخل "الدولة العميقة" أو داخل الكابيتول.

الايرانيون الذين كانوا يدركون نقاط الضعف في أداء بايدن خشوا من عودة ترامب الى الرئاسة، كما تفادوا القيام بأي خطوة نحو المفاوضات تأتي باتفاق ينتهي مثلما انتهى اتفاق عام 2015، لتبقى العلاقات تتأرجح بين خيوط العنكبوت، بل ولتتسع الهوة بسبب تصرفات الرئيس الأميركي التي لم تختلف البتة عن تصرفات سلفه في تحميل ايران مسؤولية الفوضى الجيوسياسية في المنطقة، كما لو أن الولايات المتحدة ليست الجهة التي دأبت على برمجة الصراعات وادارتها منذ الخمسينات من القرن الفائت.

ايران، بموقعها الجيوستراتيجي بين الشرق الأقصى والشرق الأدنى، محطة مركزية في الصراع (الحتمي) بين أميركا التي طرحت مشروع طريق الأفاويه بين الهند وأوروبا، مروراً بالشرق الأوسط، مقابل مشروع طريق الحرير الصيني. هكذا ثابرت واشنطن (علناً) على الدعوة الى تغيير سلوك النظام في ايران، فيما كان اللوبي اليهودي يضغط لتقويض هذا النظام، وتحت شعار أن من المستحيل احتواء نظام تقوده "ثقاقة الغيب" (اليوت آبرامز)، كما لو أن اسرائيل لا تدّعي انها "وديعة الهية"، وتنفذ حرفياً وصية يهوه.

برنار ـ هنري ليفي يرى ألاّ وجود لايران في المنطقة العربية من دون الوجود في لبنان الذي اذ يتاخم اسرائيل، يقع على ضفاف المتوسط التي رأى الأباطرة الفرس أنها البوابة التاريخية، والبوابة اللاهوتية، الى العالم بعدما رأت فيها الأوديسه الاغريقية "طريق الآلهة".

ميشال فوكو، الفيلسوف الفرنسي الذي أفتتن بالثورة الايرانية قبل أن يبتعد بسبب "ايديولوجيا البعد الواحد"، لاحظ أن آيات الله يشككون في خلفيات المنحى الايديولوجي للدولة العبرية، وهي الاستيلاء على المرافق الأساسية في المنطقة، من مضيق هرمز الى مضيق باب المندب، ومن قناة السويس الى مضيق الدردنيل للتحكم بالسياسات، كما بالمصالح، الدولية.

وكنا قد كتبنا أن بنيامين نتنياهو مثلما يتخوف من تنامي القوة الايرانية، يتخوف من تنامي القوة التركية، وأن رجب طيب اردوغان يلعب لعبة "اسرائيل" في تقطيع الأوصال السورية ما قد يشق الطريق أمام الدبابات الاسرائيلية والتوجه الى الشمال السوري. وها أن قناة "الجزيرة" تنقل عنه قوله "ان اسرائيل تضع نصب عينيها الأراضي التركية بعد فلسطين ولبنان".

المقاومة في لبنان مقاومة لبنانية بالكامل. هنا رجال يقفون في خط الدفاع الأول بمواجهة تلك الخطة العمياء بقيادة "رب الجنود" لوضع اليد على الشرق الأوسط.

لحظات لكي يتأمل قادة المنطقة، بل وقادة العالم، بما نقلته "هاآرتس" عن الصحافي الاسرائيلي ينون ماجال "في برنامج اذاعي (اف. ام 103) "المسيح وحده هو الذي يمكنه أن يحل محل نتنياهو"!!

الأكثر قراءة

القصر الجمهوري يستعد... هل يكون 9 كانون الثاني موعداً للحسم الرئاسي؟ «الاسرائيليون» لاهالي الجولان: لن ننسحب وستخضعون للقانون «الاسرائيلي» بالتجنيد اعتراض اميركي اوروبي على العفو العام عن الإسلاميين وطلبات إخلاء السبيل رُدّت