اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

على وقع دمار غير مسبوق جنوباً وتهديدات لأهالي بعلبك وقرى الجوار بإخلائها فورا وموجة نزوح لمئات الاف البقاعيين في اتجاه بيروت والشمال وموجة شائعات بانذارات تلقاها سكان في العاصمة بهدف الترهيب، وفيما الخوف من فتنة تدق الابواب بين النازحين وسكان المناطق المضيفة في أوجه، أطل الامين العام الجديد لحزب الله الشيخ نعيم قاسم للمرة الاولى بعد انتخابه، في كلمة مُسجلة.

وبعيدا عن التحليلات التي رافقت عملية اختيار الشيخ نعيم قاسم امينا عاما لحزب الله لا بد من التوقف امام ابرز النقاط اللافتة التي يجدر التوقف عندها، سلسلة التاكيدات على:

- القرار بتسمية هذه الحرب «معركة اولي الباس».

- استراتيجية تدمير القرى والبلدات، وتهجير اهلها للضغط على بيئة المقاومة لن تجدي نفعا ولن تغير من الوقائع او من موقف حزب الله.

- التزام الحزب بخطة الحرب التي وضعها امينه العام السابق السيد حسن نصرالله، من جهة، وعلى التوجهات السياسية المرسومة من جهة ثانية، وهو ما يعني عمليا الموقف الواضح من القرار 1701، وفقا للقراءة اللبنانية له، والتي هي مدار تجاذب حاليا في ظل الموقف الاميركي المتشدد، لجهة رفضه الاستثناءات التي سرت منذ عام 2006، لجهة تطبيقه.

- ابقاء الدعم لغزة، ما يعني بدوره عمليا، الابقاء على الجبهة اللبنانية كجبهة اسناد، اي عدم فصل الجبهتين وهو ما تسعى اليه اسرائيل ايضا على ما يبدو لتحسين شروط تفاوضها في عملية الاسرى، وهي نقطة خلافية ثانية في المفاوضات مع الجانب الاميركي.

- لا طرح متفق عليه للحل ما يعني عمليا ان كل الكلام عن قرب التوصل لوقف لاطلاق النار او لانجاز صفقة ما، غير صحيح، اذ يبدو ان مقترحات عين التينة لا زالت حبرا على ورق وغير قابلة للاستثمار.الاهم على هذا الصعيد اصراره على ان الحزب «لن يستجدي» وقفا لاطلاق النار، مهما طالت المدة، في ظل القدرة على الاستمرار ايام واسابيع واشهر.

- الحرب اميركية- اوروبية- اسرائيلية وعالمية ضد حزب الله

- وجود خلاف اميركي – اسرائيلي، حول لبنان حيث كانت واشنطن غير مؤيدة لاعلان الحرب على بيروت في تشرين الاول الماضي غداة انفجار حرب «طوفان الاقصى»، وهو الامر الذي على اساسه بنى حزب الله تقييمه للمرحلة السابقة وتطوراتها، بعدما نجحت الادارة الاميركية في كبح جماح تل ابيب على جبهتها الشمالية، اي ان لاحرب على لبنان.

- دعم ايران لمشروع حزب الله، ما يسقط المقولات التي ترددت عن ان حزب الله ينفذ سياسة طهران، فحارة حريك وضعت مشروعها وطهران تدعمها فيه، وفقا لكلام الامين العام الجديد، اي «لا نقاتل نيابة عن احد».

- توجيهه رسائل مباشرة للولايات المتحدة الاميركية، عبر السفيرة مصوبا على حركتها السياسية الداخلية التي تحدث عنها اعلام الممانعة.

- لا وقف لاطلاق النار الا بشروط الحزب، وهو ما يعني ان الحرب قد تكون طويلة نسبيا الى حين استعادة الحزب كامل قوته لفرض شروطه من خلال اعادة احياءه لقواعد الردع والتوازن.

مصادر سياسية وضعت كلام الامين العام، ضمن اعادة تحديد الثوابت، بعد «الضعضعة  التي اصابت الحزب، وهو ما يدل على ان الحزب استعاد توازنه، وانتخاب امينا عاما، جاء ليعيد التوازن بدوره الى المشهد السياسي الشيعي الداخلي، والى جمهور الممانعة تحديدا، مشككة في ان يكون ما قيل من باب تعلية السقف وان جاء بدرجة كبيرة منه متماهيا مع الرؤية الايرانية ومواقف مسؤوليها في لبنان.

ودعت المصادر الى عدم البناء على ما تقدم للذهاب نحو الحديث عن «اختلاف» مع عين التينة، بقدر ما هو «توزيع للادوار» اعتاد الثنائي الشيعي اللعب ضمن اطاره في عملية تحصيل المكاسب، مشيرة الى انه يبدو ان الامين العام الجديد مطلع على ادق التفاصيل وهو يتابع وسائل الاعلام بدقة، ما يعني انه موجود في مكان آمن قد يكون من جملة الاحتمالات خارج لبنان، ربما في طهران.

الأكثر قراءة

من الكهوف الى الملاهي الليلية