اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب


اذا لم يكن بامكاننا وقف جنون بنيامين نتنياهو، كيف لنا وقف جنون دونالد ترامب؟

لو احتسبنا عديد الضباط والجنود في الجيوش العربية والاسلامية، فضلاً عن المؤسسات الأمنية، وكذلك عدد الطائرات والدبابات، وعدد الأحذية في المستودعات (الأحذية بدل الصواريخ) لغطت "اسرائيل" من أدناها الى أقصاها، لنسأل لو تم تخصيص تلك المئات من مليارات الدولارات لتربية الدجاج، أما كنا كرسنا الأمن الغذائي في العالم العربي والاسلامي، الذي لا يساوي في الحسابات الأميركية طبق هوت دوغ في حضرة السيد ماكدونالد؟

قطعاً لم نكن نتوقع معجزة في ذلك القصر البهي، وقد خرج الكثير من الحكام للتو من السراويل الأميركية أو من صناديق القمامة الأميركية (و "اسرائيل"). واذا لاحظنا كلمات البعض التي تستثير التقيؤ بتلك اللغة التي كما لو أنها لغة السلاحف. قلة قليلة من الكلمات التي تستحق التوقف عندها. ولكن انتبهوا، دون أي صاروخ أو رصاصة، الأميركيون و"الاسرائيليون" وراء الباب.

أولئك الجنرالات الذين تتكدس الأوسمة على صدورهم وعلى ظهورهم، والذين تابعوا دورات في الأكاديميات العالمية، صنعوا هكذا ليكونوا نافخي القرب الاسكتلندية في حضرة الاسكندر المقدوني، لنسأل لماذا لا ينتج العرب والمسلمون، جنرالاً مثل موشي دايان، أو مثل آرييل شارون، أو مثل اسحق رابين.

ثمة ضابط تابع دورة في تفنية الصواريخ في كلية عسكرية كبرى، ليحتل المرتبة الأولى بين زملائه من جنسيات مختلفة. ولدى عودته الى بلاده أوكلت اليه مهمة الاشراف على المطبخ في الثكنة، لوجود علامات استفهام حول الاتجاهات أو الآراء السياسية لبعض أفراد عائلته. وكنا قد كتبنا عن جنرالات عرب ومسلمين برتبة جنرالات.

لعلنا نأمل من دعوة الأمير محمد بن سلمان الذي رأى ما هي "اسرائيل" وما هي أميركا، وهو الذي يعلم اننا أميركيون أكثر من الأميركيين، واننا "اسرائيليون" أكثر من "الاسرائيليين"، الى القمة العربية الاسلامية "الاستثنائية" (ودون أن نعرف أين هم العرب واين هم المسلمون)، للقول لدونالد تر امب ولبنيامين نتنياهو، ان العودة الى "ميثاق ابراهيم"، وهو "ميثاق يهوذا" لا يمكن أن تتم فوق جثث الفلسطينيين (وفوق جثة فلسطين) أو فوق جثث اللبنانيين (وفوق جثة لبنان).

كلنا ندرك ما نظرة دونالد ترامب الينا. لا يرى فينا سوى العباءات الفارغة المرصعة بالذهب. هكذا قال لنا علناً. ولطالما هدد الكوفيات العربية بالعمامات الايرانية، ودون أن نعلم ما يربطنا بتلك الكائنات البشرية التي تدعى "المسلمون"، والذين يتقدم انتماؤهم القومي أو الاتني أو التاريخي (وحتى انتماؤهم الأميركي)، على أي انتماء آخر. هل تتعامل دول الجوار معنا، كمدى جيوجياسي مشرع على الرياح، بعيداً عن هذه النظرة؟ في رأينا، العالم الاسلامي خرافة وسقطت ان بمرور الزمن، وغالباً بحلول الزمن الأميركي.

نظرة بانورامية الى التضاريس الاستراتيجية في المنطقة، لنلاحظ أن أي تطور في المنطقة نحو الأفضل أو نحو الأسوأ، يرتبط بنوعية العلاقات بين السعودية وايران. هذه قناعة غالبية من حضروا قمة الرياض.

السعوديون الذين يراهن عليهم الأميركيون في المضي بدومينو التطبيع، الذي اذا وصل اليهم وصل الى دول عربية أخرى، وربما الى سائر أنحاء العالم العربي. موقفهم كان واضحاً لا تطبيع من دون دولة فلسطينية، والايرانيون الذين تبيّن لهم على مدى العام المنصرم، أن الأميركيين أقفلوا كل المنافذ في وجه أي دولة تحاول التفكير جيوسياسياً، سواء خارج الحظيرة الأميركية كما هي بلادهم، أو داخل الحظيرة الأميركية كما هي تركيا.

من أثّروا، أو يفترض أن يؤثروا لدى السعوديين ولدى الايرانيين (وبعدما أعلن مسؤول العلاقات الاعلامية في حزب الله محمد عفيف أننا لسنا فصيلاً لأحد) هو الأداء الأسطوري للمقاومين اللبنانيين والفلسطينيين، بالامكانات الضئيلة التي لا تقارن في أي حال، بالترسانات العربية والاسلامية التي اعتراها الصدأ.

هؤلاء تمكنوا من تعرية الدولة العبرية حتى من عظامها. مؤرخون "اسرائيليون" راحوا يتحدثون عن "انكسارنا كما انكسار اسبارطة"، لولا الامدادات العسكرية الأميركية. هذا اذا كان هناك من فارق، على المستوى الاستراتيجي كما على المستوى الايديولوجي، بين أميركا و "اسرائيل".

كل ما نبتغيه من أي تقارب سعودي ـ ايراني، وثمة مؤشرات على ذلك، الحد من جنون دونالد ترامب، كيلا يتقاطع مع جنون بنيامين نتنياهو...

الأكثر قراءة

حزب الله يُحذر من الخروقات «الإسرائيليّة»: للصبر حدود الجولاني مُستقبلا جنبلاط: سنكون سنداً للبنان