اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

التهاب العضلات هو حالة طبية تتسم بوجود التهاب في الأنسجة العضلية، مما يؤدي إلى ضعف العضلات وألمها. يمكن أن يصيب هذا الالتهاب عضلة واحدة أو مجموعة من العضلات، وهو ليس مرضًا بحد ذاته، بل قد يكون عرضًا لحالة مرضية أخرى. تختلف أسباب التهاب العضلات وتتراوح بين العدوى والإجهاد العضلي إلى اضطرابات مناعية وأمراض مزمنة. وفي هذا المقال، سنستعرض أهم الجوانب المتعلقة بالتهاب العضلات، من الأسباب إلى العلاج.

قد تنجم التهابات العضلات عن العدوى الفيروسية أو البكتيرية، حيث يمكن أن تؤدي فيروسات مثل الإنفلونزا أو الإيدز إلى التهاب العضلات كنتيجة ثانوية للعدوى. كما يمكن أن تسبب البكتيريا مثل المكورات العنقودية التهابات حادة في الأنسجة العضلية. إلى جانب العدوى، تلعب الأمراض المناعية الذاتية دورًا رئيسيًا في التهاب العضلات، حيث يهاجم الجهاز المناعي أنسجة العضلات بشكل خاطئ، مما يؤدي إلى حالات مثل التهاب العضلات المتعدد والتهاب العضلات والجلد.

في بعض الحالات، يكون الإجهاد العضلي الناتج عن التمارين الرياضية المكثفة أو الإصابات الجسدية سببًا شائعًا لالتهاب العضلات، ولكن هذا النوع غالبًا ما يكون مؤقتًا ويُشفى بالراحة. أما بالنسبة للأدوية، فقد تؤدي بعض الأنواع، مثل الستاتينات المستخدمة لخفض الكوليسترول، إلى التهاب العضلات كأثر جانبي. إضافة إلى ذلك، فإن الأمراض المزمنة مثل السرطان واضطرابات الغدة الدرقية قد تكون مرتبطة بشكل مباشر أو غير مباشر بالتهابات العضلات.

إنّ الأعراض التي تصاحب التهاب العضلات تتنوع بين ضعف العضلات، الألم العضلي، والتصلب، لا سيما في الصباح أو بعد الراحة. في بعض الحالات، قد تظهر تغيرات جلدية مثل طفح جلدي مميز، خاصة في حالات التهاب العضلات والجلد. بالإضافة إلى ذلك، يعاني المرضى من صعوبة في أداء الأنشطة اليومية البسيطة مثل صعود السلالم أو رفع الأغراض، إلى جانب الشعور المستمر بالإرهاق والتعب.

بالنسبة لتشخيص التهاب العضلات يتطلب فحوصات دقيقة، تشمل اختبارات الدم للكشف عن علامات الالتهاب وارتفاع إنزيمات العضلات. قد يُطلب من المريض إجراء تصوير بالرنين المغناطيسي أو الموجات فوق الصوتية لتقييم حالة الأنسجة العضلية. في بعض الحالات، يتم اللجوء إلى أخذ خزعة من العضلات لفحصها تحت المجهر وتحديد الأسباب بدقة.

علاج التهاب العضلات يعتمد على السبب الرئيسي للحالة. يشمل العلاج استخدام الأدوية المضادة للالتهاب مثل الكورتيكوستيرويدات لتقليل الالتهاب وتحسين الأعراض. في الحالات المناعية الذاتية، يتم اللجوء إلى الأدوية المثبطة للمناعة. كما يُمكن استخدام مسكنات الألم لتخفيف الأعراض. بالإضافة إلى العلاج الدوائي، يلعب العلاج الطبيعي دورًا أساسيًا في تعزيز قوة العضلات واستعادة وظيفتها الطبيعية، من خلال تمارين التمدد والتقوية.

إلى جانب العلاج، يُنصح المرضى باتباع نظام غذائي متوازن يحتوي على البروتين والفيتامينات الضرورية لصحة العضلات، مثل فيتامين D وB12. الوقاية من التهاب العضلات تتطلب الحفاظ على اللياقة البدنية وتجنب الإجهاد العضلي المفرط، إضافة إلى استشارة الطبيب عند ظهور أي أعراض غير طبيعية.

في النهاية، التهاب العضلات ليس مجرد حالة عابرة يمكن تجاهلها، بل هو مؤشر على مشكلات صحية قد تكون خطيرة إذا لم يتم التعامل معها بشكل صحيح. التشخيص المبكر والعلاج المناسب هما المفتاح للتعامل مع هذه الحالة والوقاية من مضاعفاتها.

الأكثر قراءة

المقاومة تثبّت مُعادلة بيروت مقابل «تل أبيب» وتمطر «اسرائيل» بأكثر من 300 صاروخ العدو يتقصد استهداف الجيش اللبناني بوريل يحذّر: لبنان على شفير الانهيار