اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

4 ايام على استشهاد القائد الإعلامي والجهادي الكبير الحاج محمد عفيف، ورغم قساوة الفقد ومرارة الغياب، فإن الشهيد الكبير غاب بالجسد، ولم يغب بالروح والفكروحضر في وجوه وقلوب اخوته واهله في عائلته الصغيرة من آل النابلسي. كما حضر ويحضر في وجوه مئات الصحافيين والاعلاميين والاعلاميات، الذين حضروا لتأكيد ان في كل واحد منهم الف محمد عفيف، وان نهجه وافكاره وتصريحاته وتوجيهاته ونصائحه حاضرة في كل واحد منهم.

وهذا الوفاء والتقدير لقامة وهامة شامخة كمحمد عفيف، والذي قضى ثلاثة ارباع سنواته الـ65 مجاهداً ومقاوماً وخائضاً لكل ساحات الجهاد الاعلامي والسياسي والفكري في حزب الله، ليس كثيراً على رجل عاصر المقاومة منذ لحظة التأسيس، وهو ابن عالم جليل وهو ابن العلامة الشيخ عفيف النابلسي، وعاصر امينين عامين لحزب الله وهما الشهيدان الكبيران السيدان عباس الموسوي والسيد حسن نصرالله.

"الديار" التي كان لها شرف المشاركة في كل لقاءات الحاج محمد عفيف الاعلامية والمؤتمرات الصحافية منذ توسيع العدو لاجرامه على لبنان في 17 ايلول الماضي، ونقلت اصرار الشهيد الكبير على ان يكون حاضراً في الساحة ولمواجهة ماكينة الكذب والشتائم والتضليل وتغيير الحقائق ولتأكيد وجهة نظر المقاومة ونقل مواقفها بعد استشهاد الامين العام السيد الشهيد حسن نصرالله، وانه لا يخاف الاستهداف والبقاء في الساحة، وحيث يجب ان يكون سيكون، لمست ايضاً خلال التعازي ومن الحضور ورفاق الدرب للشهيد محمد عفيف، اصراراً على إكمال المسيرة بكل عزم وتصميم.

كما سجلت "الديار" عتب رفاق الحاج عفيف والاعلاميين والصحافيين في محور المقاومة، على التقصير الرسمي والحكومي وغياب الادانة والاستنكار، والقيام بخطوات رادعة ومنع المس بالجسم الاعلامي والصحافي والذي يمثل الشهيد عفيف ايقونته ورأس الجبل فيه.

وترجمة لهذا الوفاء يتحضر "اللقاء الاعلامي الوطني" عند الساعة الثالثة من عصر السبت المقبل في قصر الاونيسكو، لتكريم القائد وايقونة الاعلام المقاوم، بلقاء تأبيني في قصر الاونيسكو ويتحدث فيه عدد من الشخصيات الاعلامية والرسمية ومتحدث باسم اللقاء الاعلامي وعائلة الشهيد الكبير.

التعازي

وحضر معزياً الى مجمع اهل البيت في الجناح عصر امس: السفير الايراني السابق في لبنان محمد شيباني والقائم بالاعمال، ونواب من كتلة الوفاء للمقاومة: حسين الحاج حسن وابراهيم الموسوي ورائد برو وامين شري، والنائب عن حركة امل غازي زعيتر.

كما حضر عدد من المسؤولين في حزب الله: وهم نائب رئيس المجلس السياسي محمود قماطي والشيخ علي ضاهر وحسين رحال والنائب السابق ومحمد برجاوي.

وحضر وفد من حركة امل برئاسة الدكتور طلال حاطوم. كما حضرت وفود فلسطينية من "الجهاد الاسلامي" و "حماس" وعدد من رجال الدين منهم الشيخ عبدالله جبري والسيد مهدي الامين وشخصيات سياسية واعلامية وحزبية وبلدية.

الشيخ صادق النابلسي

وفي تصريح خاص لـ "الديار" كشف الشيخ صادق النابلسي عن موقف حزب الله وعائلة الشهيد الكبير من التقصير الرسمي إزاء الجريمة.

ويقول الشيخ النابلسي:" لقد أثبتت الدولة ومسؤولوها أمام شهادة الحاج محمد عفيف أنها دولة عاجزة ومسؤولوها في حالة من الهوان الشديد، حتى انهم لم يأتوا إلى العزاء بل لم يرسلوا برقية مواساة، بل ولم يتصلوا لدقيقة واحدة. فكيف لنا أن نثق أو نأتمن دولة أو مسؤولين يعيشون الانهزام في نفوسهم والخوف في صدورهم. بالطبع الذي حصل مع الحاج محمد دليل كبير على شكوكنا المتزايدة ومخاوفنا الكبيرة من إلقاء أوراق قوتنا وسلاح وجودنا. كيف يمكن بعد كل الذي جرى خلال هذه الحرب والدولة غائبة عن أعظم وأقدس مهامها أن نسلم من ليس أهلاً للأمانة دفة البلاد ومصير شعب على تخومه شياطين الأرض كلهم؟

ويضيف:"إن دولة لا تكرم ولا تحترم شهداءها وأبطالها الحقيقيين هي دولة بلا معنى لأن المواطن إنما ينشد دولة ليكون له معنى في حياته وأثناء نضاله وبعد شهادته. ولكن لا حياة لمن تنادي"؟

وعن شهادة الحاج محمد عفيف يقول الشيخ النابلسي:" محمد عفيف هو الرجل البطل المقدام الذي حمل صوت المقاومة في أحلك ظروفها وواجه بشجاعة قل نظيرها أكبر آلة إعلامية كانت تسعى لإدخال اليأس والإحباط إلى شعبنا كأساس للانتصار على المقاومة ولبنان".

ويتابع :"لقد نجح الحاج محمد في أصعب الامتحانات، وهو امتحان الوفاء والحب لسيد شهداء الأمة السيد حسن نصر الله، فبذل مهجته فيه حتى التحق به في لحظة كنا بأمس الحاجة إلى صوته الحسيني الثائر وروحه الفارسة الملهمة".

ويضيف :"لقد امتاز الحاج بمشاعره الإنسانية المرهفة النبيلة، وحبه العظيم لوطنه وإخلاصه الرسولي لمقاومته".

ويلفت الى انه "كان بالفعل جبهة إعلامية عريضة بصوته الذي زلزل به كل مقولات وسرديات العدو الكاذبة والمضللة. أثبت أن الحق أقوى من الزيف وأن الموت في سبيل قضية نبيلة سامية هو الخيار الأكثر صحة وقداسة ونبلاً.

الحاج عاش بطلاً ومات بطلاً.

عاش شهيداً ومات شهيداً.

ويختم :"كان وجهاً إعلامياً استثنائياً ومهجة ثائرة لا تدانى، لم يخفه الموت بل هو من طلبه بشجاعة ووعي ، ونزل إلى الميدان ينازل العدو بعنفوانية الثوريين وشموخ الأحرار وأمام معادلة الرضوخ والاستسلام اختار لواء الكرامة ، وامام معادلة الراية البيضاء، اختار بنفسه الكفن الأبيض ومضى حيث يمضي كل الثوار الكبار وكل الأحرار الشجعان".

الأكثر قراءة

الاجواء ضبابية والكرة في الملعب الاسرائيلي ونتنياهو: لهدنة لـ٦٠ يوما قاسم: نقاتل ونفاوض... اسرائيل فشلت باهداء هوكشتاين احتلال الخيام هوكشتاين طرح مراقبة دولية للحدود بين لبنان وسوريا بمشاركة الجيش