اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب



بخطاب قسم واعد يجسّد احلام اللبنانيين، خرج رئيس الجمهورية المنتخب ب 99 صوتا العماد جوزيف عون من مجلس النواب باتجاه قصر بعبدا الذي عاد ليضج بالحياة بعدما نفض الغبار عنه، عناوين لافتة طرحها عون في خطابه الذي توجه به الى الخارج كما الداخل معلنا العمل على "تثبيت حق الدولة في احتكار حمل السلاح"، والتزام الحياد، وقائلا: "لن نصدر للدول إلا أفضل المنتجات والصناعات ونستقطب السياح"... كلها مواقف بارزة تبقى العبرة في تطبيقها لكن ما يمكن تلمسه من اولى ساعات الرئيس في القصر يشير الى ان الرجل يضع بسلم اولوياته الاسراع في العمل والنهوض بالبلد، وما تحديد موعد سريع للاستشارات النيابية الملزمة التي ضرب لها موعدا غدا الاثنين الا خير دليل على ذلك فهل حُسمت هوية رئيس الحكومة الاولى للعهد؟ وماذا عن شكل هذه الحكومة؟ ما كاد الرئيس عون يحدد موعد الاستشارات حتى تظهّرت رغبات بعض الطامحين لرئاسة الحكومة بالخروج الى العلن، حاول بعضهم سابقا، من دون ان ينجح، بخلق حالة بيروتية علها تحل مكانة سعد الحريري على الساحة السنية، فسارعت المعارضة على لسان رئيس حزب القوات سمير جعجع للاعلان ان لديها اسمين هما اللواء اشرف ريفي وفؤاد مخزومي بعدما اعلن كل من ريفي ومخزومي استعدادهما لتولي المهمة موجهين السهام للرئيس ميقاتي باعتباره من "الطقم القديم" وفي محاولة لتصويره بانه مرشح الثنائي الشيعي.

بعد هذا الكلام انطلقت معركة رئاسة الحكومة فهل لريفي او مخزومي حظوظ حكومية او ان صاحب الحظ الاوفر سيبقى هو هو، من عرف كيف يدير اصعب مرحلة مر بها لبنان، نجيب ميقاتي؟ مصادر مطلعة على جو التفاوض كشفت للديار ان كل ما يحكى راهنا لن يجد طريقا للعبور بانتظار كلمة السر التي سيعود بها السفير وليد البخاري الذي غادر امس الى الرياض للتشاور على ان يعود حاملا الكلمة الحكومية فعودة المملكة الى لبنان وبالقوة التي لمسناها جميعا من باب رئاسة الجمهورية لن تكون اقل زخما من باب رئاسة الحكومة السنية، و "كلو بيمشي" عندما تقول المملكة كلمتها تختم المصادر.

المصادر نفسها تشير الى ان اشرف ريفي يعتبر رجلا صداميا والمرحلة لا تتطلب هكذا رئيس حكومة يدخل بمواجهة مع الثنائي الشيعي انما توافقا على حل مختلف الاشكالات الاساسية وعلى راسها السلاح لكن بلا عراضات وبطولات، وبالتالي فالمرجح ان يتم استبعاد اسمه من السباق الرئاسي الحكومي ليبقى مخزومي اذا ما سارت به المعارضة التي ستخرج بموقف موحد الا اذا عاجلتها المملكة بمن هو الاصلح للمرحلة الراهنة، فالجميع يترقب عودة السفير البخاري من الرياض.

• ولفت في هذا الاطار ما نقلته الديار عن مصادر مطلعة جدا على جو القوات حول ما اذا كانت القوات حسمت امرا باتجاه تسمية مخزومي بالقول: "المشاورات مستمرة بين الكتل والشخصيات النيابية المعارضة وغيرها للاتفاق على الشخصية التي سيصار الى تسميتها في الاسشارات والمسألة توضح مع الساعات المقبلة، ما فهم منه ان اي اسم لم يحسم بعد وان القوات تتريث في الاعلان الرسمي وهي قد تعود وتسير بغير مخزومي او ريفي، وتحديدا بمن رسى عليه التوافق الخارجي الاميركي الفرنسي السعودي تحديدا والواضح انه حتى الساعة الرئيس ميقاتي، اذ تكشف مصادر مطلعة على جو التفاوض الذي شهدته الايام الماضية، ان الرئيس ميقاتي لا يزال هو المتقدم رئاسيا، فرغم كل ما يقال، ورغبات البعض، فالمظلة الدولية والعربية والسعودية تحديدا متوافرة لعودته ولا سيما ان ابن طرابلس عرف كيف "يحيك" التوازنات سواء في المعركة العسكرية التي خاضها حزب الله الذي انطلق من جبهة اسناد لغزة تحولت الى حرب اسرائيلية مدمرة على لبنان او في المعركة السياسية اذ بقي "لاطيا" وراء الرئيس بري القائد الى التفاوض لوقف اطلاق النار، "فراضى الثنائي ايمانا منه بان من "سيقدم التنازلات بالمرحلة المقبلة هو الثنائي الشيعي ولا احد غيره، وهذا ما كان يقوله ببعض المجالس، كما راضى المجتمع الدولي معا" عبر المواقف البارزة ردا على كلام رئيس البرلمان الإيراني على اكبر قاليباف الذي قال ان بلاده مستعدة للتفاوض مع فرنسا حول قرار الأمم المتحدة 1701.

فاتاه رد من ميقاتي الذي رفض تدخل إيران في الشأن اللبناني. اضف الى هذه المواقف كل الجولات التي سارع للقيام بها ميقاتي في لحظة الحرب والدمار على لبنان علما ان حكومته هي حكومة تصريف اعمال بصلاحيات ضيقة، كل هذه المؤشرات اضف اليها ما تمكن الثنائي من انتزاعه من ضمانات للسير بعون، ومن ضمنه الابقاء على ميقاتي رئيسا للحكومة.

وفيما تكشف معلومات الديار ان التواصل مع التيار قائم من مختلف الجهات وتؤكد ان هذا التواصل يشمل ايضا  خط ستاركو- البياضة، وهو يجرى بشكل مباشر مع رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل لمعرفة مدى امكان السير بميقاتي وسط حديث عن ان التيار قد يدخل الحكومة بدل ان يبقى معارضا، بانتظار ما قد تنتج منه المفاوضات، تقول اوساط بارزة في التيار لـ"الديار" ان المعيار الاساسي لدى التيار هو حكومة تنسجم مع العهد لتطبيق خطاب القسم، وتقول الاوساط: كل الخيارات مفتوحة واجتماع يعقد اليوم للتباحث في الموضوع على ان يحسم القرار باجتماع اخر يعقده التكتل قبل ظهر الاثنين قبيل موعده المحدد بعد الظهر في الاستشارات واضافت الاوساط: التيار سيصيغ موقفه بعد تقدير الظرف.

الا ان معلومات الديار من مصادر متابعة تعلق ردا على سؤال عما اذا كان التيار قد يسير بميقاتي بالقول: "كل شيء وارد"، اما عن مخزومي وريفي فالاكيد ان ريفي ليس بحسابات التيار الحكومية فيما مخزومي مستبعد ايضا باعتبار انه حتى المعارضة فيما بينها لم ترشحه بعد بل هو من رشّح نفسه.

وفيما لا يزال اللقاء الديموقراطي ينتظر اجتماعه اليوم برئاسة تيمور جنبلاط ولو عاجله مروان حمادة بتسمية نواف سلام، فمصادر الاشتراكي تعلق بان موقف حمادة شخصي والكلمة اليوم لتيمور، علما ان المعطيات ترجح ان تعمد كتلة اللقاء الديموقراطي الى تسمية ميقاتي.

وفي هذا السياق، يؤكد مصدر موثوق به للديار ان الثنائي سيعود ويسمي ايضا ميقاتي وكذلك المردة والطاشناق واللقاء النيابي المستقل وكتلة التوافق الوطني وكذلك الاعتدال يدرس السير بميقاتي، ما قد يرفع من "سكوره" الرئاسي.

على اي حال لا شيء محسوما بعد والجميع يترقب كلمة المملكة التي اول من سيعبر عنها هم النواب السنة، والمرجح ان تعود بميقاتي رئيسا لاولى حكومات عهد جوزيف عون، الا اذا حصلت مفاجآت ما يحملها البخاري معه!

الأكثر قراءة

بعد تألقه عبر مواقع التواصل الإجتماعي..هذه هي نصائح عيسى شما للشباب!