نواف سلام... كلمة سرّ سعوديّة أم "ترامبيّة"؟

اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

نام نجيب ميقاتي رئيسا مكلفا، ليستيقظ على قرار تكليف السفير نواف سلام تشكيل الحكومة، فيما بدا انه "الانتصار" لجماعة المعارضة بعد ايصالها المشترك مع الثنائي لجوزاف عون الى بعبدا بـ 99 صوتا، في موجة تغيير غير مسبوقة وانقلاب غير معهود في الحياة السياسية اللبنانية وموازين قوتها، باسرع مما شهدته مرحلة الـ 2005، في مشهدية جديدة تؤكد تحرر لبنان من وصايات، ليدخل مدار آخر،  ليس ادلّ الى ذلك من الضبابية، التي على اساسها غادر نواف سلام لبنان الى لاهاي، والتي خيمت على الاجواء ساعات قبل الاستشارات وحتى خلالها.

واذا كان لافتا موقف كتلة "اللقاء الديموقراطي"، الذي فجأة تنازل وتناسى شعار "الميثاقية" زمن المعركة الرئاسية، مديرا "دينة الجرة" على هوى "بيكه الكبير" كما العادة، جاء "تصويت" كتلة لبنان القوي" التي اثار قرارها موجة من الاستغراب وانقسام الآراء حول دوافعها، بين من رأى فيه طيا فعليا لصفحة الماضي، مقابل مكاسب في السلطة كشريك مسيحي رابع فيها، ومن اعتبرها ردا على حزب الله وخطوته في جلسة التاسع من كانون الثاني، بتخليه عن "اتفاقه" مع ميرنا الشالوحي، رغم ميل اصحاب النوايا السيئة الى اعتبار الخطوة لغما مفخخا في طريق العهد الجديد. علما ان زوار الرابية ينقلون عن سيدها مواقف تصب في الخانة الاولى، فالجنرال وصف زيارته الى القصر الجمهوري بالممتازة، كما ان زواره بالامس نقلوا عنه كلاما اكثر من ايجابي بحق السفير نواف سلام، واشادة بشخصه ومهنيته واخلاقه.

انقلاب دفع بالكثير من المتابعين الى التوقف عند مجموعة من المعطيات التي بدت لافتة خلال الساعات الماضية، دلت على ان عهد "الوصاية الدولية" الكاملة قد بدأ، ابرزها:

- زيارة وفد فرنسي رفيع الى الرياض برئاسة الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان، لبحث مسألة رئاسة الحكومة اللبنانية، واعادة "شدشدة" الاتفاق الذي كان سبق ان تم عند اتمام صفقة الطبخة الرئاسية، حيث كان الاتفاق على عودة رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي الى السراي، في اطار توزيع الحصص بين رعاة الصفقة الاقليميين والدوليين.

- زيارة رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي الى سوريا على راس وفد امني – سياسي، تلبية لدعوة احمد الشرع. فهل دفع الميقاتي ثمنها نتيجة ان طابخها هو انقرة، مع الاشارة الى ان عددا من النواب السنة المقربين من تركيا ، صوتوا لصالح تسميته رئيسا للحكومة.

- عودة السفير السعودي الى بيروت مساء، بعد موجة اشاعات عن زيارة مرتقبة لوفد من المملكة يحمل معه كلمة السر. اشارة الى ان اكثر من نائب سني على تواصل مباشر مع المملكة، ابلغوا زملاء لهم بالامس مؤكدين ان الرياض لن تتدخل بالملف الحكومي تاركة الامر للنواب.

- تصريح لافت لمستشار الامن القومي الاميركي الجديد، وهو الاول لمسؤول في ادارة الرئيس ترامب، اعلن فيه ان انتخاب "جوزاف عون رئيسا للجمهورية امر ايجابي". اللافت في الامر انه غداة هذا التصريح انقلبت الامور في بيروت، واشتعلت جبهة المعارضة وتراجع "اللقاء الديموقراطي" عن موقفه، وخلطت الاوراق من جديد، بعد ان كان القاضي نواف سلام غادر بيروت الى لاهاي صباح الاحد، مع تبلغه استحالة السير به كمرشح للمعارضة.

- كلام رئيس كتلة الوفاء للمقاومة الذي حمل بين سطوره تلميحا الى حصول "انقلاب ما"، وهو ما يؤشر الى ان الايام والاشهر المقبلة لن تكون بتلك السهولة والسلاسة، وان حزب الله لا بد سيرد "الضربة" التي تعرض لها.

عليه تختم المصادر، بان ما حصل يمكن وصفه بالتأكيد بالانقلاب الكامل، على حد تعبير اوساط الثامن من آذار، في لحظة حساسة ودقيقة، قد يكون له تداعيات خطيرة على الوضع العام، في حال الحسابات الخاطئة ايا كان مصدرها، خصوصا ان النتيجة الابرز التي تتظهر يوما بعد يوم تشير الى ان مشهد الساحة السياسية اللبنانية ذاهب الى مزيد من خلط الاوراق والتوازنات.