اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

                                                                                                                       

اعتقد البعض ان وزير الخارجية السعودية فيصل بن فرحان آل سعود كان يخطط ليخرج من قصر بعبدا الخميس ليعلن على توقيع مجموعة اتفاقات بين لبنان والسعودية وعن تراجع المملكة عن قرار منع السعوديين من التوجه الى لبنان واتخاذ قرارات جديدة من شأنها ان تكون ترجمة لما يحكى عن فتح صفحة جديدة مع لبنان بعيد انتخاب العماد جوزيف عون رئيسا للجمهورية. الا ان هؤلاء المتفائلين لا يبدو انهم قرؤوا جيدا المواقف والاشارات السعودية التي سبقت عملية الانتخاب وتلتها والتي اعاد بن فرحان التأكيد عليها من القصر الجمهوري في بعبدا ومفادها ان من اسماهم "شركاء لبنان" ينتظرون تطبيق هذه الإصلاحات التي تحدث عنها الرئيس عون بخطاب القسم كي تعود الثقة بهذا البلد.

وتقول مصادر واكبت زيارة بن فرحان ان "شكل الزيارة وتوقيتها ومضمونها كلها تؤكد ان هناك نية لا بل قرار خليجي بفتح صفحة جديدة مع لبنان لكن اي خطوات عملية وكبيرة في هذا المجال ستكون مشروطة وستأتي تدريجيا"، مشيرة في تصريح لـ "الديار" الى ان "التشكيلة الحكومية التي من المفترض ان تبصر النور قريبا ستكون كامتحان اساسي للبنان، بحيث اذا كان هناك شعور ان منطق المحاصصة سيعود ليسود سواء من خلال شكل الحكومة او سلة التعيينات المقبلة، فلا شك ان الدول التي عبرت عن حماسة للعودة الى لبنان ودعمه بعد انتخاب الرئيس عون وتكليف الرئيس نواف سلام، ستفرمل اندفاعتها من دون تردد".

وتوضح المصادر ان "الرياض ابلغت المسؤولين اللبنانيين ان عودتها المنشودة وبزخم لمساعدة ودعم لبنان لن تكون دون شروط. فصحيح ان ما حصل من متغيرات كبيرة على الساحة اللبنانية في الاشهر الماضية شكّل عامل جذب مجددا للدول الخليجية والعربية الى لبنان، لكن يفترض ان يتم استثمار كل ما حصل للنهوض بالدولة ومؤسساتها وليس العودة الى نقطة الصفر من خلال اللجوء لآليات الحكم السابقة التي ادت الى تهالك الدولة وانهيارها".

وليس صدفة ان تسبق زيارة بن فرحان زيارتي الامين العام لمجلس التعاون الخليجي جاسم البديوي ووزير الخارجية الكويتية عبدالله اليحيا، مع توقع زيارات متتالية لمسؤولين عرب وخليجيين لايصال رسالة دعم للبنان وللشد على يد الرئيسين عون وسلام لتنفيذ ما ورد في تعهدات اطلقاها بعيد تبوؤهما مواقع المسؤولية.

ولعل ابرز ما ورد خلال هذه الزيارات هي دعوة البديوي لاعداد "برنامج خليجي للبنان بالتنسيق مع الحكومة اللبنانية"، ما يعني ان اي مساعدة تبدو راهنا معلقة حتى تشكيل الحكومة ونيلها الثقة.

وان كانت دول الخليج ومعها المجتمع الدولي يفضلون تشكيل حكومة لا توضع العراقيل في طريقها كي تكون فاعلة ومنتجة، الا انه يبدو واضحا انهم لا يمانعون حكومة امر واقع يشكلها سلام بالتعاون والتنسيبق مع عون وتفرض فرضا على كل القوى السياسية دون استثناء، هذه القوى التي ستجد نفسها مضطرة لاعطائها الثقة تحت الضغوط الدولية المتزايدة.

وبحسب المصادر، ستكون زيارة الرئيس عون المرتقبة الى الرياض بعد تشكيل الحكومة هي المحطة والمفترق الاساسي في العلاقة مع دول الخليج، بحيث يُتوقع ان يُعلن من هناك عن رزمة مساعدات وتوقيع مجموعة معاهدات واتفاقيات للنهوض بلبنان والاهم الاعلان عن السماح للسواح الخليجيين بزيارة لبنان، على ان تكرّ بعدها سبحة المساعدات ما من شأنه ان يعطي دفعا كبيرا للعهد وللعمل الحكومي.

الأكثر قراءة

دعم دولي لولادة حكومية قيصرية بثقة متواضعة الدوحة تعود الى بيروت من جديد... دعم للمؤسسات ونفط وغاز واشنطن لنتنياهو: لاستبعاد خيار تجدد المعارك في لبنان