اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب


إفتخر نبوخذ نصّر بأنّه عبر جبال لبنان أيام الثلج والشتاء، وتحدّى الأسود والنمور والوحوش التي تسكن غابات لبنان، وتحدّى الرياح.

ولم يسمع ما قاله المتنبّي: "وجبال لبنان وكيف يقطعها ،وهو الشتاء وصيفهنَّ شتاء، كلّهم مرّوا من هنا وكلّهم رحلوا".

الأمبراطور كركلاّ أتى ورحل، الإسكندر الكبير الذي حاصر صور وصلب أهلها، أتى ورحل، وبقيت صور.

صيدا التي حاصرها إرتحششتا وأحرق أهلها نفوسهم، وجنود سوريا والفلسطينيون كلّهم رحلوا، و"الإسرائيليون" هم أيضاً سيرحلون، والوطن الصغير سيبقى صامداً، لأنَّ عين الله ترعاه وتحرسه، كما يقول الكتاب المقدّس في سفر تثنية الإشتراع 3/25 .

4000  سنة تقول لنا ، هذا لبنان وطن القدّيسين والأولياء والشهداء والأبرار، تحميه السماء وترعاه صلاة الأبرياء والأحرار، وسيبقى واقفاً كارز الربّ، وهو دوماً يصلّي ويقول: اللهمَّ إجعل حظّي مع الضحايا وليس من الجلاّدين، لأنَّ الضحية تفتدي ذاتها وتفتدي جلاّدها.

قدر لبنان هو أن يعيش الخطر الدائم، ومعطوبية تنوّعه وتعدّده الحضاري والثقافي والإنساني.

هذا هو جرحه الدائم، الذي لا يشفى إلاّ بالمحبّة والإحترام وقبول الآخر، والغنى بتنوّعه واختلافه. هذه هي فرادة العيش المشترك في لبنان ومصيره الخطر الدائم.

يحميه رجال شجعان روّاد الحضارة والثقافة والتعدّد والتنوّع، واحترام حق الآخر بالإختلاف وحبّه والإعتناء به.

الأكثر قراءة

دعم دولي لولادة حكومية قيصرية بثقة متواضعة الدوحة تعود الى بيروت من جديد... دعم للمؤسسات ونفط وغاز واشنطن لنتنياهو: لاستبعاد خيار تجدد المعارك في لبنان