اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

٣ محطات مفصلية في تاريخ لبنان خلال ١٠ ايام من شهر شباط «اللباط»، اولها الاحتفال بذكرى استشهاد الرئيس رفيق الحريري في١٤ شباط، وصولا الى ٢٣ شباط موعد تشييع السيدين الشهيدين حسن نصرالله وهاشم صفي الدين، وما بينهما الانسحاب «الاسرائيلي» الشامل من لبنان في ١٨ شباط.

لكن محطة ١٨ شباط تبقى الأبرز، كونها ترسم معالم المرحلة المقبلة لكل اللبنانيين من كل الجهات، وعلى ضوء القرار «الاسرائيلي» بالانسحاب الشامل من لبنان او البقاء في ٥ نقاط، يحدد مستقبل البلد برمته، نحو الاستقرار والهدوء وانطلاق عجلة الدولة مع الرئيسين جوزاف عون ونواف سلام، او استمرار الستاتيكو الحالي «لامعلق ولامطلق»... «يوم ابيض يوم أسود».

وتؤكد مصادر متابعة لمسار الاتصالات حول الانسحاب «الاسرائيلي»، ان بوابة الجنوب تبقى مفتاح السلم والحرب في لبنان والمنطقة، وهذه المعادلة لم تتغير بنتائج الحرب «الاسرائيلية» الاخيرة وما اصاب حزب الله كما يحاول ان يعمم البعض، وطالما «اسرائيل» موجودة في جنوب لبنان حتى لو في متر واحد، فالمقاومة باقية بكل اوجهها الشعبية والعسكرية ولو بعد حين، وتملك شرعية لعملها طالما الاحتلال لم ينسحب من جنوب لبنان.

اما الذين ينظرون للمرحلة الجديدة ونهاية حزب الله وبدء مرحلة جديدة في الجنوب، فهؤلاء لا يعرفون الوقائع على الارض التي تدركها «اسرائيل» فقط، وتعرف ان حزب الله استوعب الضربة ورمم أوضاعه جيدا، ويراقب كل التحركات جنوبا، وهو المسيطر على الأرض من خلال وجوده المدني، وهو الذي عاد إلى الجنوب، ومشهد العائدين الى قراهم في ٢٧ كانون الثاني اكبر دليل على ذلك، كما ان «إسرائيل» تعرف ايضا ان شباب حزب الله هم من أوقف رجال الجولاني على الحدود الشرقية ومنع تقدمهم، وقام الطيران «الاسرائيلي» بقصف بعض المواقع من اجل فك الحصارعن مسلحي الهيئة.

وفي المعلومات، ان الرؤساء الثلاثة وكل اللبنانيين تقريبا، انظارهم نحو الجنوب ويوم ١٨ شباط، في ظل قلق جدي يعيشونه، لان المندوبة الاميركية الى لبنان مورغان اورتاغوس لم تبلغ المسؤولين اي قرار رسمي «اسرائيلي» بالانسحاب، ولم تعط تعهدا بالانسحاب الشامل من جنوب لبنان في الموعد المحدد، واكتفت بالقول ان بلادها تدعو «اسرائيل» للانسحاب في ١٨ شباط، وهناك اتصالات اميركية – «اسرائيلية» في هذا الشان.

وحسب المعلومات المؤكدة، ان «اسرائيل» تحاول انتزاع قرار دولي بالبقاء في مرتفعات البياضة الحيوية والاستراتتيجية في القطاع الغربي، والإشراف على منطقة الناقورة والطريق الى صور وآبار النفط على المتوسط.

وفي ظل هذه الاجواء، باتت المعادلة واضحة واساسها، انسحاب «اسرائيل» في ١٨ شباط ولادة جديدة للبنان، اما البقاء في متر واحد في الجنوب يعني «القديم على قدمه» «هبة باردة وهبة ساخنة»، بانتظار مشروع ترامب للمنطقة، و١٨ شباط لناظره قريب..

اما محطة ١٤ شباط فهي مفصلية ايضا، لجهة تحديد الاحجام في اللعبة الداخلية، ولمن القرار في الساحة السنية، وهل مجيء نواف سلام بداية افول الزعامة الحريرية ونهاية مرحلة آل الحريري؟ فرفيق الحريري قاد مرحلة الطائف وكتبها باسمه ودمه، وزاح التقليد السني بكل رموزه وعائلاته، وحافظ الرئيس سعد الحريري على الإرث، لكن المرحلة كانت أكبر منه مع تقدم وهج حزب الله، وحدث ما حدث بعدها بين الحريري ومحمد بن سلمان ومغادرته لبنان، وتعرض لشتى الضغوط.

ومع خروج الحريري تراجع الحضور السني، وما زاد من حجم الفراغ السني انكفاء الرياض عن لبنان، وصولا الى تطورات الشهرين الماضيين وسقوط سوريا وما تعرض له حزب الله، ومعها عادت البسمة تعلو شفاه رموز الطائفة السنية، التي غابت عنهم مع رحيل الشهيد ياسر عرفات عن بيروت عام ١٩٨٢، ورمز تلك المرحلة نواف سلام.

والسؤال الان، لمن الكلمة والقرار داخل الطائفة السنية في المرحلة الجديدة ؟ هل القيادة لنواف سلام كما قاد الحريري مرحلة الطائف ؟ هل يقول سعد الحريري «الكلمة لي» في ١٤ شباط، من خلال الرهان على اوسع حشد شعبي ومخاطبة الجميع : «انا هنا، انا الاقوى». ومن هنا يواصل احمد الحريري وصل الليل بالنهار، متنقلا في المناطق السنية لتأمين اوسع مشاركة شعبية في احتفال١٤ شباط، الذي سيلقي فيه سعد الحريري كلمة نارية بعد سقوط الاسد وما حصل في لبنان، والتأكيد بان دماء رفيق الحريري وراء كل الانجازات، كما سيستقبل وفودا شعبية، على ان يعود بعدها من حيث أتى، بانتظار ظروف افضل للبقاء في لبنان، وبالتالي اخلاء الساحة مجددا الى نواف سلام، على ان يعود بعد سنة لخوض الانتخابات النيابية، وهزيمة كل الذين تآمروا عليه في بيروت والاستئثار بالحصة النيابية الاكبر، ورفعها امام الجميع لعلها تعيده الى السراي الحكومي.

اما رسالة ٢٣ شباط فهي موجهة للعالم برمته، لترامب ونتنياهو وماكرون وقادة العرب، بان حزب الله على العهد مع جمهور المقاومة الوفي، رغم حجم الخسائر من شهداء وجرحى ودمار وخراب، في ظل توقعات بحشد مليوني في المدينة الرياضة ومحيطها، سيقلب كل ما ساد مؤخرا، وما حاول تعميمه البعض عن افول نجم حزب الله . وقد أنجزت كل الترتيبات التنظيمية لانجاح المناسبة العظيمة، الذي سيجدد فيها كل الوطنيين الولاء والوفاء للسيد الشهيد حسن نصرالله والقائد الشهيد السيد هاشم صفي الدين وكل الشهداء في لبنان وغزة وسوريا. وفي المعلومات، ان اللبنانيين والعرب والعالم يترقبون يوم ٢٣ شباط، الذي سيكون مفصليا، وعلى ضوء الحشود يمكن الحديث عن المرحلة المقبلة في لبنان وتوازناتها.

الأكثر قراءة

انسحاب «اسرائيلي» مقابل «انتشار» اميركي جنوباً؟ العمل الحكومي انطلق والثقة الاسبوع القادم ترامب يقلب الطاولة في غزة فماذا عن لبنان؟