"الإسرائيليّون" يتذاكون بضوء أميركي ... تأجيل الانسحاب الى 28 الجاري أسقط الوعود
قلق من بقائهم في النقاط الاستراتيجيّة الخمس تحت حجج واهية وحتى أمد بعيد؟!

اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

فيما كان اللبنانيون ينتظرون بصبر نافد تاريخ انسحاب "الاسرائيليين" من الجنوب في 18 شباط الجاري، على ان يسبق ذلك عودة الوسيطة الأميركية مورغان أورتاغوس الى بيروت، لضمان انسحابهم في التاريخ المذكور، بعد مطلب السلطة اللبنانية بالضغط الاميركي كي يتحقق هذا الانسحاب، برز التفاؤل والوعود واللهجة الحازمة، لكن تدخّل بنيامين نتنياهو مع الرئيس الاميركي رونالد ترامب، للموافقة على تمديد ثان لغاية 28 شباط الجاري، والبقاء في النقاط الاستراتيجية الجنوبية الخمس قلبَ الوضع، وأطلق الهواجس من تجدّد الصراع.

وكان التمديد المحضّر قد بدأ بمفاعيله قبل ظهر أمس، بعد إعلان لجنة مراقبة تطبيق وقف اطلاق النار والقرار 1701عن تبلغها بأن الجيش "الإسرائيلي" يطلب البقاء في بعض النقاط في جنوب لبنان، وهي جبل بلاط واللبونة وجبل العزيّة والعويضة والحمامص حتى نهاية شباط، فأتى الرد بالرفض المطلق من قبل الجانب اللبناني.

الى ذلك، كان متوقعاً هذا التأجيل بحسب ما ترى مصادر سياسية متابعة للملف، لانّ "إسرائيل" تدّعي اضطرارها الى البقاء هناك، لضمان انسحاب مقاتلي حزب الله من جنوب الليطاني وانتشار الجيش اللبناني، فيما الحقيقة مغايرة لانّ الهواجس تزداد من بقائها خصوصاً في النقاط الخمس، فيما توالت التأكيدات من الجانب الاميركي بتأكيد تاريخ الانسحاب بعد 5 أيام، لكن الواقع وعلى ما يبدو سيترافق مع تأجيل جديد كل فترة. ورأت المصادر أنّ "الاسرائيليين" يتذاكون بضوء اخضر اميركي، اذ لا يمكن ان يقوموا بذلك إلا بموافقة اميركية، مع الاشارة الى انّ الادارة الاميركية رفضت التأجيل، ونائبة الموفد الخاص الى الشرق الأوسط اورغان اورتاغوس التي زارت لبنان الاسبوع الماضي، سبق ان اعلنت انّ إدارة الرئيس الاميركي تنظر الى تاريخ 18 شباط على انه حدث ثابت، لاستكمال انسحاب القوات "الاسرائيلية، من جنوب لبنان.

في السياق افيد مساء امس، بأنّ رئيس لجنة المراقبة لاتفاق وقف النار وتطبيق القرار 1701 الجنرال الأميركي جاسبر جيفيرز، يجري مباحثات في "إسرائيل" مع المسؤولين "الإسرائيليين"، تتعلق بالانسحاب من جنوب لبنان، على أن يعود في الساعات الـ 48 ليترأس اجتماعاً للجنة المراقبة.

في غضون ذلك، أكدت مصادر وزارية أنّ تمديد بقاء "الاسرائيليين" مرفوض، وسنلجأ الى كل الطرق الديبلوماسية لتحقيق هذا الانسحاب في التاريخ المحدّد سابقاً، وقالت:" لقد قمنا بإرسال وحدات الجيش اللبناني والتزمنا بتطبيق القرار 1701، وباتت منطقة جنوب الليطاني منزوعة السلاح، وهذا يعني انّ المماطلة ظاهرة بقوة من قبل "الاسرائيليين"، وسوف نحرّك الاتصالات وعلى أعلى المستويات لحل هذه المعضلة، لاننا نرفض بقاءهم في اراضينا".

واعتبرت المصادر الوزارية بأنّ اولى اختبارات العهد هو إنسحاب الاحتلال من الجنوب، وهذا ضروري لإنجاح مسيرة العهد والحكومة الجديدة، وبالتالي فهذا إنتصار للبنان، وورقة رابحة بيد الاميركيين اذا نجحوا في الضغط على "الاسرائيليين" لإجبارهم على الانسحاب، وبهذا نكون خطونا خطوات إيجابية الى الامام مع ملاقاة الدعم الدولي المنتظر، الذي سيؤدي الى إعادة الاعمار وعودة الاهالي الى قراهم الجنوبية، وفي حال لم تنجح مساعي الولايات المتحدة فهذه سقطة ديبلوماسية، خصوصاً انّ الادارة الاميركية سبق ان قدمّت ضمانات للبنان، بأن وعودها له ستتحقق في هذا الاطار.

ونفت المصادر المذكورة ما بثته ليلاً احدى المحطات العربية، بأنّ رئيس المجلس النيابي نبيه برّي وحزب الله قد وافقا على تمديد وقف النار مرة ثانية، واشارت الى انّ بياناً من مكتب الرئيس برّي أكد أنّ ما ذكر هو محض اختلاق ومزيف تماماً.

كما صدر عن مكتب الاعلام في رئاسة الجمهورية بيان يشير" الى عدم وجود اي اتفاق بين لبنان و"إسرائيل" على تمديد وقف النار لما بعد عيد الفطر، مع التأكيد أنّ رئيس الجمهورية العماد جوزف عون أعلن مراراً إصرار لبنان على الانسحاب الكامل للعدو "الاسرائيلي"، ضمن المهلة المحددة في 18 شباط الجاري".