الحريري: لا مواقف تفجيريّة وتعاطف مع بيئة حزب الله
تسونامي انتخابي في ربيع 2025
دعم للعهد... والثنائي يُرحّب باحتواء التطرّف والتشرذم
لم ينسف الجسور، كما كانت تراهن بعض القوى السياسية، بل ثابر على المضي في سياساته السابقة في مد الجسور، لتشكل عودته الى الساحة السياسية التي علّق العمل فيها منذ نحو 3 سنوات (24 كانون الثاني 2022 ) عامل توازن أساسياً، خصوصاً بعد التجاذبات السياسية الحادة التي ازداد أوارها منذ اطلاق حرب الاسناد في 8 تشرين الأول 2023، وصولاً الى الحرب ونتائجها الكارثية على لبنان.
العقدة المسرحية بلغت ذروتها بدخول البلاد في مرحلة تشكيل الحكومة، حيث تفلتت كل قواعد الاشتباك، والى حد الحديث عن «الولادة من الخاصرة». سفير احدى دول «اللجنة الخماسية» لاحظ «المسار الشكسبيري» في عملية التأليف، ليكون الدور الأخير للأصابع الأميركية الغليظة.
الموقف السعودي
لا مواقف تفجيرية. الحريري عاد بمنطق رجل الدولة، ويدرك أهوال المرحلة الراهنة ان على مستوى لبنان، أو على مستوى المنطقة. «الديار» سألت مصدراً ديبلوماسياً خليجياً حول موقف المملكة العربية السعودية، من عودة رئيس «تيار المستقبل» الى لبنان، فكان الجواب ان الأمير محمد بن سلمان، وان كان منشغلاً في مسائل بالغة الأهمية في الوقت الحالي، فقد استشير من قبل مسؤول خليجي كبير حول هذه المسألة، وكان رأيه ألّا مأخذ لدى المملكة على الرجل، ولا اعتراض حتى على مجيئه الى السعودية، وهو يحمل جنسيتها.
وحين سألنا ما اذا كنا سنشاهد السفير وليد البخاري أجاب «لا شك أنك تابعت زيارة السفير البخاري الى السيدة بهية الحريري في دارتها في مجدليون...».
الظروف تغيرت كثيراً. الديبلوماسي الخليجي أكد أن الموضوع الفلسطيني، بأبعاده الخطرة وبتداعياته على المنطقة باسرها، هو الشغل الشاغل للحكومة السعودية، ولكن مع التأكيد أن الاهتمام بلبنان وبسورية لم يتراجع، وان تباطأ موقتاً، ليضيف «حسب استنتاجي الشخصي» أن الرياض تولي اهتماماً خاصاً لسورية، وهي التي ترفض أن يحل الوجود التركي، أو اي وجود آخر، محل الوجود الايراني «الذي لم يكن منطقياً في حال من الأحوال».
التسونامي الانتخابي
اعلان صريح من الحريري بأن يكون «تيار المستقبل» حاضراً في كل الاستحقاقات في البلاد، أي أن التيار سيشارك في الاتنخابات البلدية، وفي الانتخابات النيابية، ما يمكن أن يحدث هزة في الخارطة النيابية الراهنة. حتى إن بعض أركان «تيار المستقبل» لا يترددون في الكلام على التسونامي الانتخابي في الربيع المقبل، بعدما تمكن «تيار المستقبل» من حشد نحو 70000 مناصر له في ساحة الشهداء يوم أمس.
اشارة ذات دلالة (الى حزب الله؟) حين قال «أنحني أمام كل الشهداء من أهلنا في الجنوب والبقاع وبيروت والضاحية، وكل المناطق»، ليضيف في كلامه الى «البيئة الحاضنة»، «أنتم شركاء في هذه الفرصة، ومن دونكم لا يمكن أن تتحقق، لكن يجب أن تكسروا أي انطباع (لنلاحظ دلالة الكلمة) بأنكم قوة تعطيل واستقواء وسلاح. أنتم شركاء في فتح جسور العلاقة مع الاخوة العرب، وشركاء في اعادة الاعمار، والأهم شركاء بقوة في اعادة اعمار الدولة».
واعتبر أن «الدولة الطبيعية» التي دعا اليها، هي التي تعني «دولة السلاح فيها احتكار للجيش الوطني، والقوى الأمنية الشرعية»، ودون أن يلجأ الى تعابير صارخة وعدائية، كتلك التي تستخدمها قوى سياسية عرفت بعدائها التاريخي للمقاومة.
أجواء عين التينة رأت في الخطاب صورة عن سعد الحريري، كما أن أكثر من جهة في الثنائي رحبت بمواقف رئيس «تيار المستقبل» التي لا بد أن تنجح في احتواء بعض مظاهر التطرف والتشرذم، ما يشكل خطراً ليس فقط على أمن البلاد، وانما ايضاً على وجودها.
في كل الأحوال عودة الحريري الى العمل السياسي، تشكل دعماً قوياً للعهد الذي تنتظره استحقاقات فائقة الدقة، في مسائل الاصلاح المالي والاقتصادي، ما يستدعي مناخات سياسية دافعة في هذا الاتجاه، حتى إن العديد من وسائل الاعلام «تفاعلت» مع تلك الاشارات الايجابية، وكذلك أجواء رئيس الجمهورية العماد جوزف عون ورئيس الحكومة نواف سلام، والاثنان كانا قد لاحظا أن الحريري عائد بـ "روح بناءة"، وهذا ما تحتاج اليه البلاد في الوقت الحاضر.
الأوساط السياسية تتوقع انعكاسات ايجابية لخطاب «تيار المستقبل» على الساحة السياسية. لكن اتصالات أجريناها مع بعض الصقور في قوى 14 أذار أظهرت أن هؤلاء لم يتورعوا عن ابداء خيبتهم من الخطاب، ليصفوا الحريري بأنه رجل التنازلات الكبرى. لكن ما تناهى الينا من عين التينة أن الرئيس نبيه بري كان مرتاحاً للخطاب، وأن الصفات التي اسبغها على رئيس الحكومة الراحل رفيق الحريري في الذكرى العشرين لاغتياله، تصلح ايضاً لسعد الحريري.
يتم قراءة الآن
-
معالم الردّ على ورقة برّاك تتبلور... وحزب الله سلّم موقفه إجهاض مُحاصرة «الثنائي» انتخابياً... والمواجهة مفتوحة الأمن العام فكّك خليّة لتنظيم «داعش» تتعاون مع «الموساد»؟!
-
الهجوم على مدرسة» شارل ديغول»: هجوم على «الجسور»؟ أم لإخراج سوريا من هذا الكوكب؟
-
هل انكسرت الجرة بين "التيّار الوطني الحر" وحزب الله؟
-
زمن التسويات الثقيلة: لبنان يستعد لصفقة كبرى على حافة الانهيار؟ القوات تخسر معركة المغتربين... مخاوف من تعطيل المجلس
الأكثر قراءة
-
حسين السلامة بين التطبيع والتصفية: لماذا اختارت تل أبيب قصف قلب دمشق؟
-
المخرج للسلاح بالتوافق بين عون وبري وقاسم وسلام بري لصحافيين :وليد جنبلاط أقرب سياسي لي زعيم المختارة يرفض عزل حزب الله و"الدق" برئيس المجلس
-
المفتي دريان يجتمع مع الشرع السبت... ماذا على الطاولة؟ عريمط لـ "الديار": أهل السنّة في لبنان ليسوا بحاجة لحماية من أحد أياً كان!
عاجل 24/7
-
07:39
القناة 14 الإسرائيلية عن مصدر سياسي: أي صيغة اتفاق تتناول إنهاء الحرب في غزة سترفق برسالة من الجانب الأميركي
-
07:36
ترامب: سيقدّم القطريون والمصريون الذين عملوا بلا كلل للمساعدة في إحلال السلام، وإنجاز الصياغة النهائية لهذا المقترح
-
07:36
ترامب: آمل، لمصلحة الشرق الأوسط، أن توافق حماس على هذا الاتفاق، لأنه لن يتحسّن، بل سيزداد سوءا فحسب
-
07:35
الرئيس الأميركي دونالد ترامب: "إسرائيل" وافقت على الشروط اللازمة لإبرام" وقف لإطلاق النار مع حركة حماس لمدة 60 يوما في غزة، وخلال هذه المدة سنعمل مع كل الأفرقاء من أجل إنهاء الحرب.
-
07:22
فرق الإطفاء الإسبانية: العثور على جثتين إثر حريق اندلع في مقاطعة لاردا بإقليم كاتالونيا (شمال شرق) في خضمّ موجة حر شديدة تشهدها البلاد."
-
07:18
"فاو": 4.6% فقط من أراضي قطاع غزة صالحة للزراعة
