قبل ساعات من تاريخ 18 شباط المحدد كموعد لانسحاب جيش الاحتلال الاسرائيلي من جنوب لبنان، تكثفت الاتصالات والجهود الرسمية اللبنانية لضمان انجاز هذا الانسحاب. وأشارت معلومات «الديار» الى ان التوجه هو لانسحاب جيش الاحتلال من كل القرى والبلدات المحتلة مع ابقاء قواته في المواقع الاستراتيجية الـ5 التي كان قد أُبلغ لبنان بنية تل أبيب مواصلة احتلالها، وهو ما رفضه المسؤولون اللبنانيون رفضا قاطعا.
استنفار لبناني رسمي
ويستنفر رئيس الجمهورية العماد جوزيف عون كما رئيس الحكومة نواف سلام لحث الدول المعنية على الضغط على اسرائيل لضمان سحب قواتها من كامل الاراضي والمواقع اللبنانية. وفيما يتولى عون التواصل المباشر مع واشنطن، يعقد سلام اجتماعا مع سفراء اللجنة الدولية الخماسية لتحميلهم مسؤولياتهم في هذا المجال.
واتصل سلام الاحد بكل من الامين العام لجامعة الدول العربية احمد ابو الغيط، رئيس وزراء قطر وزير الخارجية محمد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني، رئيس مجلس الوزراء المصري مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء الاردني جعفر حسان، وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان ال سعود ووزير الخارجية الجزائري احمد عطاف بصفته ممثلا الدول العربية في مجلس الأمن ، بهدف حشد الدعم للموقف اللبناني الداعي لإتمام الانسحاب الاسرائيلي في موعده المتفق عليه دون اي تأخير .
وفي اتصال سلام مع رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن ال ثاني، بحثا فيه المستجدات بلبنان، «كما بحثا اتفاق وقف إطلاق النار وانسحاب الاحتلال». وأشارت وزارة الخارجية القطرية في بيان الى أن «رئيس الوزراء جدد موقف قطر الداعم للبنان ووحدته وسلامة أراضيه»، مؤكدا «أهمية الالتزام بتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار وانسحاب الاحتلال من كل لبنان».
في هذا الوقت، عكس الإعلام الاسرائيلي قرارا بالانسحاب من لبنان يوم غد الثلاثاء. وأشارت صحيفة «يسرائيل هيوم» الإسرائيلية الى أنَّ قوات الجيش الإسرائيلي تستعد للانسحاب بشكل كامل من لبنان خلال اليومين المقبلين. ونقلت الصحيفة عن مصادر أمنية قولها: «ننتظر توجيهات القيادة السياسية بشأن الانسحاب من لبنان أو تمديد البقاء حال طلب ذلك، كما ولم نتلق تعليمات من القيادة السياسية بشأن البقاء في أي نقطة بجنوب لبنان». وأضافت: «قوات الجيش الإسرائيلي ستنتشر قرب الحدود مع لبنان بثلاثة أضعاف ما كانت عليه قبل الحرب».
من جهتها، أفادت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية، بأن «هناك تقديرات أمنية مفادها أن الجيش الإسرائيلي سينسحب من لبنان خلال أيام تزامنا مع انتشار الجيش اللبناني» لافتة الى أن «إسرائيل لا تزال تطالب بالسيطرة العسكرية على 5 نقاط استراتيجية على طول الحدود مع لبنان، فيما لا تستبعد تل أبيب تمديد وقف إطلاق النار مع لبنان» مرة ثانية.
وحمّل أمين عام حزب الله الشيخ نعيم قاسم الحكومة والجيش اللبناني مسؤولية ضمان انسحاب إسرائيل بالكامل. وقال: «في 18 شباط يجب ان تنسحب إسرائيل بالكامل، وعلى الدولة ألّا تقبل ب 5 نقاط او غيره. ليس هناك أي ذريعة لبقاء الاحتلال ويجب ان يكون موقف الدولة اللبنانية صلباً وحاسماً». (تفاصيل كلمة الشيخ نعيم قاسم صفحة4)
التطورات الميدانية
ميدانيا، واصل جيش الاحتلال خروقاته لوقف النار منفذا سلسلة غارات استهدفت أطراف بلدة حربتا، بلدة حلبتا في البقاع الشمالي ومحلة «وادي الزين» في جرود بلدة بوداي.
وادعى الناطق باسم جيش الاحتلال أفيخاي أدرعي ان «طائرات حربية لسلاح الجو أغارت بشكل موجه بدقة وبتوجيه استخباري على عدة مواقع عسكرية احتوت على قذائف صاروخية ووسائل قتالية داخل لبنان والتي تم رصد أنشطة لحزب الله داخلها».
ونبهت مصادر «الثنائي الشيعي» الى ان «الساعات الاولى بعد انتهاء المهلة الممددة لانسحاب اسرائيل ستكون مفصلية بحيث سيتحدد ما اذا كان العدو سيواصل قصف القرى والبلدات اللبنانية دون حسيب او رقيب ام سيتم الزامه بتطبيق فعلي لاتفاق وقف النار»، مشددة في حديث لـ «الديار» على ان بقاء الوضع على ما هو عليه سيكون كارثيا للبنان وسيضع الدولة اللبنانية امام مسؤوليات جمة كما ان المقاومة لن تقف طويلا متفرجة».
ويوم امس وخلال دخولهم الى بلدتهم حولا، أطلقت قوات الاحــتلال النار عليهم، ما ادى الى استشهاد مواطنة وإصابة آخرين، كما أفيد بخطف 3 مواطنين في البلدة. واستهدف في وقت لاحق قصف مدفعي اسرائيلي الأطراف الجنوبية الغربية لبلدة حولا.
وعلى الاثر، أصدرت قيادة الجيش بيانا شددت فيه على «ضرورة عدم توجُّه المواطنين إلى المناطق الجنوبية التي لم يستكمَل الانتشار فيها، والالتزام بتوجيهات الوحدات العسكرية المنتشرة، وذلك حفاظًا على سلامتهم وتفاديًا لسقوط أبرياء، نظرًا الى خطر الذخائر غير المنفجرة من مخلفات العدو الإسرائيلي، إلى جانب احتمال وجود قوات تابعة للعدو في تلك المناطق».
كذلك واصل العدو الاسرائيلي عمليات التفجير في القرى التي يحتلها، فقام بعملية تفجير ضخمة بين كفرحمام والهبارية في قضاء حاصبيا، كما نفذ تفجيرا كبيرا في منطقة المفيلحة غرب بلدة ميس الجبل.
مواجهات المطار والتوجه الاميركي
وخلال مؤتمر صحافي مشترك عقده وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو مع رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو في تل أبيب شدد على أنه «يجب أن تكون الدولة اللبنانية قوية وقادرة على نزع السلاح من حزب الله»، فيما قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أنهم ملتزمون بوقف إطلاق النار في لبنان، قائلا: «نتوقع من الحكومة اللبنانية أن تلتزم بدورها بذلك». وأضاف: «يجب نزع سلاح حزب الله ويفضل أن يتم ذلك بواسطة الجيش اللبناني».
وتفاعلت في الساعات الماضية الاحداث التي شهدها الاعتصام الذي كان قد دعا اليه حزب الله السبت في محيط مطار رفيق الحريري الدولي. واصدرت قيادة الجيش بيانا أكدت فيه أنّه «تم التنسيق مسبقًا مع منظمي الاعتصام لناحية الالتزام بالتعبير السلمي عن الرأي، وعدم قطع الطريق المؤدية إلى المطار، غير أن عددًا من المحتجين عمد لاحقًا إلى قطع الطريق والتعرض لعناصر الوحدات العسكرية المولجة حفظ الأمن، والتعدي على آلياتها، ما أدى إلى إصابة 23 عسكريًّا، بينهم 3 ضباط، بجروح مختلفة، ما اضطر هذه الوحدات إلى التدخل لمنع التعدي على عناصرها وفتح الطريق» مشددة على ان «تدخل الجيش جاء تطبيقًا لقرار السلطة السياسية بهدف منع إقفال الطرقات والتعديات على الأملاك العامة والخاصة، ولضمان سير المرافق العامة والحفاظ على أمن المسافرين وسلامتهم، حفاظًا على الأمن والاستقرار».
من جهته، اشار حزب الله، في بيان الى ان «الاعتصام الشعبي الذي نظّمه حزب الله أمس استنكارًا للتدخل الإسرائيلي السافر في الشؤون اللبنانية واستباحة السيادة الوطنية، كان تحركًا سلميًا وتعبيرًا حضاريًا عن موقف شعبي رافض للخضوع غير المبرر للإملاءات الخارجية. إلا أنّ المعتصمين فوجئوا بإقدام بعض عناصر الجيش اللبناني على إطلاق القنابل المسيلة للدموع باتجاههم، في تصرّف مستهجن يشكّل اعتداءً غير مبرّر على مواطنين سلميين. وهو محاولة مشبوهة لزج الجيش في مواجهة مع أهله وشعبه.». وأكد الحزب أنه «من موقع الحرص ندعو قيادة الجيش إلى فتح تحقيق عاجل في هذا الاعتداء المدان واتخاذ الإجراءات المناسبة حفاظًا على دور المؤسسة العسكرية في حماية الاستقرار والسلم الأهلي.»
كما دعا الحزب الحكومة اللبنانية إلى «تحمل مسؤولياتها كاملة في حماية المعتصمين السلميين وحقهم في التعبير عن مواقفهم ومطالبهم، ويطالبها بالتراجع عن قرارها بمنع الطائرات الإيرانية من الهبوط في مطار بيروت واتخاذ إجراءات جدية لمنع العدو الإسرائيلي من فرض إملاءاته والتعدي على السيادة الوطنية». ودان حزب الله الحادثة التي تعرضت لها قوات الطوارئ الدولية (اليونيفيل) أول من أمس في محيط مطار بيروت الدولي، ويؤكد رفضه القاطع لأي استهداف لها، وكذلك لأي مس بالممتلكات العامة والخاصة.
كذلك تناول الشيخ قاسم الموضوع في اطلالته الاحد فقال: «نحن ضدّ الاعتداء على اليونيفل». وأضاف: «رئيس الحكومة اتخذ القرار بمنع هبوط الطائرة الإيرانية تحت عنوان سلامة الطيران والمدنيين، وهذا تنفيذ للقرار الإسرائيلي، وأدعو الحكومة اللبنانية الى أن تُعيد النظر في قرار منع الطيران الايراني وأن تعبّر عن موقفها السيادي».
ونبهت مصادر «الثنائي» الى «محاولات واضحة داخلية وخارجية لوضع الجيش بوجه حزب الله، وكلنا يعلم ان امرا مماثلا من شأنه ان يؤدي الى تفجير البلد». وقالت لـ «الديار»: المرحلة اكثر من حساسة ونحن على يقين ان الرئيس عون الذي لم يقبل وضع الجيش بوجه الحزب خلال قيادته للجيش لن يقبل ذلك اليوم».
البيان الوزاري
سياسيا، يُرتقب ان يُقر مجلس الوزراء اليوم الاثنين بيانه الوزاري الذي أنهت اللجنة المعنية صياغته، على ان تتم الدعوة لجلسة نيابية لمناقشته واعطاء الثقة قبل نهاية الاسبوع المقبل، علما ان المادة 73 من النظام الداخلي لمجلس النواب، تنص على ان مناقشة البيان والتصويت عليه يجريان في جلسة تعقد بعد 48 ساعة على الأقل من جلسة التلاوة او من توزيع البيان الوزاري على النواب.
وبحسب معلومات «الديار»، فانه ورغم الامتعاض السني و«التيار الوطني الحر» كما عدم رضا حزب الله على أداء الحكومة بموضوع الطائرة الايرانية، الا ان سلام واثق من نيل حكومته الثقة، لكن ما يسعى اليه، ان تكون الاصوات التي تعطي الثقة بعدد كبير دعما لانطلاقة الحكومة والعهد الجديد.
يتم قراءة الآن
-
قواعد لعبة جديدة جنوباً... الرياض على خط مطار القليعات؟ «قطبة» مناقشة البيان الوزاري... بعد 23 لكل حادث حديث طبخة التعيينات عالنار... هل تبدأ المداورة من الأمنيين؟
-
حزب الله : هذا لبناننا
-
شطب المقاومة من البيان الوزاري ليست مسألة لغويّة بل مُرتبطة بالتحرير الدولة أمام مسؤوليّاتها مع جيشها وسلاحه... فهل تعود الى "قوة لبنان في ضعفه"
-
انسحاب «اسرائيلي» «مفخخ» وواشنطن تبرر بقاء الاحتلال «ولادة» البيان الوزراي وعون يقطع الطريق على الفتنة تمديد حظر الطيران... والخماسية «لمنع الاموال الايرانية»
الأكثر قراءة
-
حزب الله : هذا لبناننا
-
شطب المقاومة من البيان الوزاري ليست مسألة لغويّة بل مُرتبطة بالتحرير الدولة أمام مسؤوليّاتها مع جيشها وسلاحه... فهل تعود الى "قوة لبنان في ضعفه"
-
صور الدمار في القرى الأماميّة نسخة" طبق الأصل عن " هيروشيما نتنياهو يربط الإنسحاب الشامل بمفاوضات سياسيّة مُباشرة مُهلة أميركيّة لتوقيع المعاهدات بـ ٦ أشهر... وإلاّ
عاجل 24/7
-
23:48
فوز الأنصار على النجمة (2-1) ضمن المرحلة السادسة من بطولة لبنان في كرة القدم.
-
22:28
وزارة الخارجية الايرانية: "اسرائيل" على دراية بقدرات إيران وإذا ارتكبت أي خطأ فستدفع ثمناً باهظاً، ونجري حالياً مفاوضات مع الدول الأوروبية وفقاً لأطر وتوجيهات من أجل التوصل إلى اتفاق.
-
22:27
واشنطن بوست عن مذكرة داخلية: إدارة ترامب تأمر البنتاغون بالتخطيط لخفض الميزانية بنسبة 8% للسنوات الـ5 المقبلة.
-
22:26
فايننشال تايمز عن وزراء بريطانيا: رئيس الوزراء ستارمر يتجنب إغضاب ترامب ويسعى ليصبح جسرا بين واشنطن وأوروبا.
-
21:26
ماكرون: نتقاسم الهدف مع ترامب لوضع حد للحرب العدوانية الروسية المستمرة منذ نحو 3 سنوات، ونقف إلى جانب أوكرانيا وسنتحمل كامل مسؤولياتنا لضمان السلام والأمن في أوروبا.
-
21:26
المستشار الألماني: أوكرانيا تدافع عن نفسها ضد حرب العدوان الروسية منذ نحو 3 سنوات.
