اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب


يُعد انسداد الأمعاء من الحالات الطبية الخطرة التي تتطلب تدخلاً عاجلاً للحفاظ على صحة المريض وحياته. يحدث هذا الاضطراب عندما تتوقف حركة محتويات الأمعاء بسبب انسداد جزئي أو كامل في الأمعاء الدقيقة أو الغليظة، مما يمنع مرور الطعام والسوائل والغازات بشكل طبيعي. يُعد هذا الانسداد عائقًا ميكانيكيًا أو وظيفيًا يهدد بحدوث مضاعفات خطرة إذا لم يتم التعامل معه بسرعة وفعالية.

تتعدد أسباب انسداد الأمعاء، حيث تشمل العوامل الميكانيكية والوظيفية على حد سواء. من بين الأسباب الشائعة الانسداد الناتج من التصاقات ما بعد الجراحة، وهي أنسجة ندبية تتكون بعد العمليات الجراحية في البطن وتعمل على تضييق الأمعاء أو إغلاقها. كما تُعد الأورام الحميدة أو الخبيثة في الأمعاء من الأسباب التي قد تؤدي إلى عرقلة مرور الطعام، لا سيما في الأمعاء الغليظة. إلى جانب ذلك، قد تؤدي الفتق المعوي، أو التواء الأمعاء (الفتل)، أو وجود أجسام غريبة أو حصوات مرارية تسد الأمعاء إلى تفاقم الحالة. أما من الناحية الوظيفية، فيُعد الشلل المعوي من الأسباب التي تعيق حركة الأمعاء دون وجود عائق مادي، وهو اضطراب يصيب عضلات الأمعاء أو أعصابها، ويحدث عادة بعد العمليات الجراحية الكبرى أو بسبب التهابات حادة داخل البطن.

هذا وتتجلى تداعيات انسداد الأمعاء في عدة أعراض مزعجة وخطرة قد تؤثر بشكل مباشر في صحة المريض. يبدأ المريض عادةً بالشعور بآلام شديدة ومتكررة في البطن، مصحوبة بانتفاخ ملحوظ وغثيان وقيء، بالإضافة إلى غياب تام أو محدود لحركة الأمعاء، مما يؤدي إلى الإمساك أو انقطاع الغازات. مع تطور الانسداد، قد يعاني المريض من أعراض الجفاف بسبب فقدان السوائل والكهارل نتيجة التقيؤ وقلة الامتصاص. وإذا تُرك الانسداد دون علاج، يمكن أن يؤدي إلى نقص التروية الدموية في جدار الأمعاء، مما قد يسبب نخر الأنسجة أو حدوث ثقوب في الأمعاء، وهو ما قد يؤدي إلى التهاب الصفاق، وهي حالة طارئة قد تهدد حياة المريض وتستلزم التدخل الجراحي الفوري.

يتطلب علاج انسداد الأمعاء تحديد السبب بدقة من خلال الفحص السريري وإجراء الفحوصات اللازمة مثل الأشعة السينية للبطن، أو التصوير بالموجات فوق الصوتية أو التصوير المقطعي المحوسب (CT scan)، والتي تساعد في تحديد موقع الانسداد وطبيعته. في الحالات البسيطة أو الجزئية، قد يكون العلاج تحفظيًا ويشمل الراحة التامة للأمعاء، مع إدخال أنبوب أنفي معدي لتخفيف الضغط داخل الأمعاء، إلى جانب تعويض السوائل والأملاح المفقودة. إلا أن الحالات الأكثر خطورة أو الانسدادات الكاملة غالبًا ما تتطلب التدخل الجراحي لإزالة العائق أو تصحيح التشوهات في الأمعاء.

إلى ذلك، يمثل انسداد الأمعاء حالة صحية معقدة تتطلب الحذر والتشخيص المبكر لتفادي المضاعفات التي قد تكون مهددة للحياة. ومن هنا تأتي أهمية التوعية بأعراض هذا الاضطراب وأسبابه، إلى جانب الالتزام بالفحوصات الدورية، خاصةً لمن لديهم تاريخ جراحي أو حالات طبية مزمنة تزيد من احتمالية حدوثه. العلاج المبكر والرعاية الطبية المناسبة هما المفتاح الأساسي لضمان الشفاء وتجنب العواقب الوخيمة.

الأكثر قراءة

العدو يتذرع بصواريخ مجهولة لتوسيع اعتداءاته ووضع لبنان تحت النار الرئيس عون يحذّر من ضرب مشروع انقاذ لبنان وحزب الله ينفي علاقته ويقف خلف الدولة تعيين حاكم مصرف لبنان ينتظر الحسم الداخلي والخارجي... ووزير الدفاع الى دمشق قريبا؟