اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب


 

لم ينتظر اللبنانيون كثيرا لمعرفة كواليس ونتائج جولة الوسيطة الاميركية موغان اورتاغوس، ومضمون خلواتها مع الرؤساء التي شكلت اساس الزيارة، لتبوح من على الارض الاميركية في عوكر بالكلام المباح، بعدما التزمت صمت المنابر الرسمية.

فاورتاغوس التي اعجبت بالطعام اللبناني، الذي يشكل لها حافزا قويا للمرور ببيروت في كل مرة تكلف بمهمة في المنطقة، طرحت معادلة جديدة وواضحة امام لبنان، عنوانها "تنفيذ مطالبنا مقابل الحصول على صداقتنا"، حيث القرار يبقى للبنانيين، معتمدة لغة "ضربة عالحافر ضربة عالمسمار" في استراتيجية "عدم قطع الخيوط مع اي من المكونات، بما فيها تلميحا حزب الله.

عليه، توقفت مصادر واكبت الزيارة، وشاركت في العشاء النيابي والوزاري الذي نظمته على شرفها "مجموعة العمل المستقلة من أجل لبنان"، التي يتواجد وفد منها في بيروت، عند مجموعة من النقاط ابرزها:

- تأكيدها ان ما يحكى في العلن عن رفض لبناني لبعض المطالب، وتحديدا السياسية منها ليس دقيقا، اذ ان ما يقال في اللقاءات الثنائية هو العكس تماما.

- ليونة بارزة في حديثها عن موضوع سلاح حزب الله لجهة موعد سحبه، وان كان "باقرب وقت ممكن"، وهو الكلام نفسه الذي قيل في مرات وعهود اميركية سابقة.

- تركيزها على الموضوع الاقتصادي، حيث رأت ان الوقت حان لرؤية النتائج، وهو ما طالبت به الثلاثي جابر- البساط - سعيد، صراحة "قدموا براهين على كلامكم". وعلى هذا الصعيد بدا لافتا امران: الاول عدم عقدها اي خلوة مع حاكم مصرف لبنان، خلافا لما كان يحصل سابقا مع الحاكمين السابقين منصوري وقبله سلامة، من قبل الموفدين الاميركيين، والثاني وجود وزير الاقتصاد في كل المناسبات التي شاركت فيها اورتاغوس.
وهنا اشارت اورتاغوس عن مشروع قانون تمويل في الكونغرس الاميركي يتم التحضير له للعام 2026، تزامنا مع ثلاثة مشاريع قوانين مهمة ضمن الحزمة الاقتصادية المقررة للبناني في حال التزم بتعهداته.

- وجود تغيير اساسي وجوهري في مسألة الاولويات في التعاطي مع الحزب، لجهة تقدم الملف المالي على ما عداه، اي تجفيف منابع تمويل حزب الله، نظرا لارتباط ذلك بالاصلاح المالي في الدولة، والحد من "الاقتصاد الكاش"، وعلاقته بخطة النهوض المصرفي.

- دخولها في تفاصيل بعض القوانين التي اعتبرت انها لا تتطابق مع المعايير الدولية المطلوبة، ولا تلبي شرط الشفافية.

- اشادتها الواضحة امام جميع من التقتهم برئيس الحكومة نواف سلام و"شجاعته وصلابته ووضوحه"، فضلا عن اصراره على مواقفه.

- الزيارة اللافتة لرئيس حزب "القوات اللبنانية"، الذي ميزته عن غيره من القوى السياسية، دون ان يرشح اي شيئ عن مضمون النقاشات، وتتحفظ اورتاغوس عن الحديث حول مضمون "الرسالة" التي نقلتها من ادارتها.

- تعمد البيانات الرسمية الصادرة عن المقرات الرئاسية، عدم التطرق لموضوع نزع السلاح، وهو ما اثار استغراب المسؤولين في السفارة الاميركية، ودفع بمورغان اورتاغوس الى التغريد على منصة "اكس" قائلة: "بالتأكيد تطرقت الى ملف نزع السلاح".

- نصيحتها لاحدى الشخصيات التي التقت بها، بان على لبنان الاستفادة من الفرصة، واستباق الحوار الاميركي – الايراني، الذي في حال حصوله ستكون له تداعياته الكبيرة على المنطقة وبالطبع على الوضع اللبناني تحديدا، الذي ستطاله ترتيبات الحل الامني في المنطقة.

 

الأكثر قراءة

دونالد ترامب لا يريد الانتحار