المشهد الإنتخابي البلدي في عكار عائلي بامتياز
ومال إغترابي يُغري التوافق

اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

بدأ المشهد الانتخابي البلدي والاختياري يتضح في العديد من البلدات، لا سيما الكبرى منها، والتي تتجه نحو التنافس في بعضها، والبعض الآخر نحو التوافق اثر مغريات مالية يعرضها مغتربون، للحد من المعارك الانتخابية التي قد تنتج خلافات وانقسامات واحقاد ضمن البلدة، وحتى احيانا ضمن العائلة الواحدة.

ثمة تساؤلات تطرح في اوساط فاعليات عكارية حول طرح التوافق، وبات هذا الطرح شائعا في الآونة الاخيرة، بحجة تجنب المنافسة الانتخابية.

في المشهد الانتخابي العكاري، تتجه الانظار الى البلديات الكبرى، التي تشكل ركائز العمل البلدي العام في المنطقة. ويبدو ان الطابع العائلي هو الغالب في معظم البلدات، حيث تغيب السياسة والحزبية عن اغلبية المعارك البلدية، في ظل اتجاه التيار السياسي الابرز في عكار (المستقبل) عن العزوف عن خوض الانتخابات البلدية بقرار من رئيسه سعد الحريري، فيما تختلط العائلية مع السياسة والحزبية في بلدات متعددة، لكن الغالب فيها هو العائلي، خاصة وان في عكار قوى واحزاب فاعلة تشكل حضورا وازنا في المنطقة، كـ "التيار الوطني الحر" والحزب "السوري القومي الاجتماعي" والحزب "الشيوعي" و"القوات اللبنانية" و"الجماعة الاسلامية".

ابرز البلدات التي يتوقع حصول معارك انتخابية حادة، هي بلدة حلبا، مركز المحافظة، والتي يتجاوز ناخبيها التسعة آلاف ناخب، حيث انحسر النقاب لغاية الآن عن تشكل لائحتين لا يستهان بحجمهما الشعبي، لكن عامل التنافس فيها ناجم عن كون التنافس هو بين ابناء العائلة الواحدة، بين الرئيس السابق للبلدية سعيد الحلبي الذي يترأس لائحة، وأبن شقيقه عبد الحميد أحمد الحلبي الذي يترأس اللائحة المنافسة، وتتشكل لائحة ثالثة يترأسها ايضا قريبهما سليمان خالد الحلبي، لكنها غير مكتملة حتى الآن.

وذكرت مصادر متابعة ان محاولات توافق جرت، قادها بعض اعضاء "التجمع الشبابي لانماء حلبا"، لكنها لم تصل الى النتيجة المرجوة.

البلدة الثانية المتجهة الى التنافس الحاد هي بلدة ببنين، الاكبر بين البلدات العكارية، والتي يتجاوز عدد ناخبيها الـ 25 ألف ناخب، وعدد اعضاء مجلسها البلدي 21 عضوا.

المعركة في ببنين ذات طابع عائلي بامتياز، تغيب السياسة عن المشهد الانتخابي في البلدة، باستثناء "الجماعة الاسلامية" التي تدعم لائحة غسان السبسبي، المتحالف مع المحامي خالد المصري، في مواجهة اللائحة التي تتشكل من تحالف عائلي قوامه آل الرفاعي وآل الكسار، مع "رابطة العائلات" المؤلفة من آل مزقزق وآل الخالد وغيرهما من العائلات الاخرى، وابرز عناصر اللائحة محمود جوهر الرئيس الحالي للبلدية وفواز الرفاعي وزاهر الكسار.

في بلدة البيرة، التي يبلغ عدد ناخبيها 5600 ناخب، وعدد اعضاء مجلسها البلدي 15 عضوا، فشلت فيها مساعي التوافق بين "تجمع العائلات"، وفريق من "المراعبة"، نتيجة اختلاف وجهات النظر حول حجم التمثيل العائلي "للمراعبة" و"التجمع"، وانتهى النقاش الى تشكيل لائحتين:

- الاولى برئاسة أحمد محمد وهبي الناشط البلدي والاجتماعي المعروف في البلدة، وهو نجل رئيس البلدية الحالي الحاج محمد وهبي، ولائحته تحوز على تأييد 17 عائلة من ضمنهم فريق من "المراعبة"، ابرزهم عبود مرعب رئيس اتحاد بلديات الدريب الاوسط.

 - لائحة ثانية برئاسة الشيخ محمد عوض مرعب، الحائز على دعم "المراعبة" ووجهاء العائلة الفاعلين فيها.

والجدير بالذكر ان بعض المغتربين المتمولين دخلوا على خط المعارك الانتخابية البلدية، وبدأوا بعرض مغريات مالية لبلديات لتحقق التوافق وتتجنب المعركة، على غرار ما حصل في بلدة مشمش، منعا لحصول صدامات وانقسامات، وتشهد بلديات اخرى عروضا مالية لتحقيق التوافق فيها.