اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب


هل باتت السياحة في لبنان تعتمد على "المواسم "كما حصل في الاسبوعين الاخرين من شهر نيسان ام انها تكافح في سبيل السياحة المستدامة ؟

المؤشرات تدل ان السياحة ما تزال تعاني رغم محاولاتها المتكررة من اجل تلميع صورتها ومواكبة التطور والتقدم ولكن ليس بيدها حيلة لان ما بجري منذ تشرين الاول من العام ٢٠١٩ يعمل ضدها كما ان السباحة والحرب لا يلتقيان ولا يتفقان والتجاذبات السياسية لل تجذب السائح الى لبنان وبالتالي فقد مرت السياحة في لبنان بمنعطفات خطرة كانت تخرج منها بأقل الاضرار الممكنة واعيد تجديد نفسها بداء من الانهيار النقدي ومرورا بجائحة كورونا وانفجار مرفأ بيروت وانتهاء بحرب اسرائيل على لبنان بحيث يمكن القول لو ان هذه الاحداث وقعت في غير بلد لانتهت السياحة منذ زمن لكن ارادة الحياة والاستمرارية والتحفيز والنجاح هي صفات متوافرة في القطاع السياحي .

لكن مع انتخاب العماد جوزف عون رئيسا للجمهورية وتشكيل حكومة اصلاحية استبشر اهل القطاع بان القطاع السياحي قد وضع على خارطة السياحة العالمية لكن املهم خاب للاسباب الاتية :

١-استمرار الاعتداءات الاسرائيلية على مختلف المناطق اللبنانية وسقوط شهداء وجرحى من جراء هذه الاعتداءات التي وصل بعضها الى الضاحية الجنوبية بالقرب من مطار رفيق الحريري الدولي مما اعاق قدوم السياح خصوصا من الدول التي تمنع مواطنيها من المجيء الى لبنان .

٢- كان يؤمل بعد انتخاب جوزف عون رئيسا للجمهورية وتشكيل حكومة برئاسة نواف سلام ان تبادر السعودية الى رفع حظر سفر مواطنيها الى لبنان لكن هذا القرار لم يتخذ لغاية الان ،لانه في حال رفع الحظر فان بقية الدول الخليجية ستحذو حذو السعودية كالامارات والبحرين وعمان وتجري اتصالات بهذا الشأن للبحث في امكان رفع الحظر السعودي خصوصا عندما نعلم ان السياح السعوديين هم الاكثر عددا وانفاقا في لبنان قبل ان تقرر السعودية منع رعاياها من المجيء الى لبنان .

٣-لم تقم وزارة السياحة باي مجهود لوضع لبنان على الخارطة السياحية العالمية ولم تبادر الى وضع رزم سياحية تجذب السياح خصوصا الذين يحضرون سفاراتهم قبل اشهر من حصولها رغم ان رئيس مجلس ادارة الميدل ايست محمد الحوت اعلن عن دعم وزارة السياحة في اي خطوة تقوم بها في هذا الاطار .

لذلك يعتمد القطاع السياحي اليوم على سياحة المغتربين وعلى السياحة الداخلية، وهذه السياحة ان كانت اغترابية او داخلية لا تدوم، فالمغتربين يزورون لبنان خلال الاعياد وكذلك الامر بالنسبة للسياحة الداخلية التي لا تتحرك الا في المناسبات والاعياد، صحيح ان السياحة استفادت خلال الاعياد حيث امتلأت المطاعم بروادها ووصلت نسبة الحجوزات لدى شركات الطيران الى ٩٥ في المئة وارتفعت نسبة التشغيل في الفنادق وقطاع تأجير السيارات الى ٦٠ في المئة، الا ان هذه السياحة لا تدوم الا لايام قليلة بينما يطالب القطاع بالاستدامة .

ويعول اهل القطاع اليوم على موسم الصيف حيث يؤكدون انه سيكون واعدا وان المؤشرات الايجابية تبشر بالخير املين الا تعرقل اي احداث طارئة تطيح هذا الموسم خصوصا ان اسرائيل لا ترغب رؤية السياح يأتون الى لبنان حتى ان بيوت الضيافة تستعد لاستقبال اللبنانيين المنتشرين والمقيمين الذين يشكلون ٩٠ في المئة و١٠ في المئة هم من السياح الذين يهوون السياحة البيئية والجبلية والتراثية .

وفي سياق متصل، تُحضّر نقابة المطاعم والمقاهي والملاهي والباتسيري لعقد لقاء موسّع في شهر أيار المقبل، للإعلان رسميًا عن جهوزية القطاع لموسم صيف 2025، تأكيدًا على الثقة الراسخة والإرادة المستمرة في النهوض والإنجاز.

ومع حلول فصل الصيف، رأت النقابة في هذا الوقت فرصة جديدة لبداية مشرقة، تنبض بالأمل والتجدد.

كما ان رئيس النقابات البحرية السياحية جان بيروتي يعول على مدخول يقارب ال ٨ مليارات دولار سنويا وهذا الرقم قريب من احصاءات العام ٢٠٠٩ والعام ٢٠١٠.

والسؤال: هل يكون فصل الصيف واعدا ومتى تتحول السياحة الى سياحة مستدامة في لبنان ؟

الأكثر قراءة

ما سر الحملة الاميركية على جنبلاط؟ محمود عباس في بيروت ودمشق لبحث السلاح الفلسطيني تحسينات على الأجور الاثنين والعام الدراسي «مبتور» ونفق المطار بلا إنارة