اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

مدينة إدنبرة الاسكتلندية تشهد افتتاح أول متحف في أوروبا مخصص للفن الفلسطيني المعاصر، ويشكل منصة جديدة وفاعلة تُمكّن الفنانين الفلسطينيين من التعبير عن قصصهم، وإبداعهم، وصمودهم الثقافي من خلال الفنون البصرية.

افتُتح رسمياً، في 17 أيار الماضي، أول متحف في أوروبا مخصص للفن الفلسطيني المعاصر في مدينة إدنبرة الاسكتلندية.

ويشكل المتحف منصة جديدة وفاعلة تُمكّن الفنانين الفلسطينيين من التعبير عن قصصهم، وإبداعهم، وصمودهم الثقافي من خلال الفنون البصرية.

ويُعد هذا المتحف فرعاً أوروبياً لمتحف فلسطين في الولايات المتحدة، الذي أسسه في عام 2018 في وودبريدج، كونيتيكت، رجل الأعمال الفلسطيني- الأميركي، فيصل صالح، وهو من أحفاد الناجين من النكبة.

ولطالما حلم صالح بإنشاء شبكة دولية من المساحات الثقافية التي تُركز على الأصوات الفلسطينية وتحتفي بها.

وقال في تصريح صحفي: "نُظهر من خلال هذا المتحف أن الفلسطينيين بشر، مبدعون، وصامدون. هذا المتحف هو شكل من أشكال المقاومة الثقافية، ومساحة لحفظ الذاكرة، وحماية حرية التعبير الفني، ومواجهة الروايات السائدة التي تهمّشنا أو تُجرّدنا من إنسانيتنا."

ويُدار المتحف بالكامل من قبل متطوعين، ويشغل مساحة تبلغ 1100 قدم مربعة ضمن موقع مُدرج على لائحة التراث العالمي لمنظمة "اليونيسكو"، ويُعد إضافة بارزة للمشهد الثقافي الغني في إدنبرة، المعروفة بحيويتها الفنية وتضامنها الشعبي مع القضية الفلسطينية.

المعرض الافتتاحي: شهادات فنية من الحياة والمنفى

وتضمن المعرض الافتتاحي أعمالاً لفنانين فلسطينيين مرموقين، من بينهم سمية حلبي التي حصلت على تنويه خاص في بينالي البندقية 2023، ونبيل عناني، أحد رواد الفن الفلسطيني المعاصر. كما يشارك في المعرض النحاتة، سناء فرح بشارة، إضافة إلى فنانين شباب من غزة مثل: محمد الحاج، وميسرة بارود، الذين تُجسّد أعمالهما الحياة تحت الاحتلال وفي المنفى.

وتعكس الأعمال المعروضة، التي تشمل الرسم، والتطريز، والفيديو، والتركيب الفني، نسيجاً إنسانياً معقداً ومؤثراً من الحياة الفلسطينية. ومن أبرز ما يضمه المعرض خريطة أرضية ضخمة لفلسطين عام 1948، تمثل استدعاءً مكانياً صارخاً للذاكرة والتهجير.

وقد صُمم المتحف ليكون في آنٍ واحد مساحة للتأمل والمقاومة، في مواجهة موجات إلغاء الفعاليات وتكميم الأصوات الفلسطينية في المؤسسات الغربية. في وقت يُقيّد فيه الفن الفلسطيني أو يُسيّس، يُصر هذا المتحف على حقه في الوجود والتعبير.

من دبلن إلى إدنبرة: موقع يحمل دلالة

وكان المخطط الأصلي أن يُفتتح الفرع الأوروبي في العاصمة الإيرلندية دبلن، داخل مبنى السفارة الإسرائيلية السابق، لكن تعذّر الحصول على عقد إيجار دفع المؤسسين إلى اختيار إدنبرة. وعلّق صالح على ذلك بالقول: "في نهاية المطاف، لم يكن بالإمكان العثور على موقع أفضل. التزام إدنبرة بالثقافة والعدالة يجعلها المكان المثالي لما نسعى لبنائه".

وبات المتحف مفتوحاً الآن أمام الزوار، ويعتزم تنظيم معارض موسمية بالإضافة إلى فعاليات تعليمية وثقافية. وهو يوجه دعوة مفتوحة إلى جميع المهتمين بالتضامن مع فلسطين، والحقيقة التاريخية، وفهم أعمق للهوية الفلسطينية من خلال الفن.

الأكثر قراءة

زمن التسويات الثقيلة: لبنان يستعد لصفقة كبرى على حافة الانهيار؟ القوات تخسر معركة المغتربين... مخاوف من تعطيل المجلس