يُعدّ البوتاسيوم من المعادن الحيوية التي تؤدي دورًا محوريًا في الحفاظ على صحة الإنسان، إذ يُسهم في مجموعة واسعة من الوظائف الجسدية الضرورية، أبرزها تنظيم توازن السوائل، والحفاظ على ضغط الدم، ودعم صحة القلب، وتعزيز أداء العضلات والأعصاب. ورغم فوائده المتعددة، فإن استهلاكه لا يكون مفيدًا دائمًا للجميع؛ فبعض الفئات يجب أن تتناول هذا المعدن الحيوي بحذر تجنّبًا للمضاعفات.
يُصنف البوتاسيوم كمعدن وكهرل (إلكتروليت) أساسي، إذ يساعد على تنظيم توازن السوائل داخل وخارج خلايا الجسم. هذا التوازن ضروري للحفاظ على وظيفة الخلايا واستقرار العمليات الحيوية. كما يعمل البوتاسيوم جنبًا إلى جنب مع الصوديوم في إرسال الإشارات العصبية، وتقلص العضلات، وتنظيم ضربات القلب.
من بين الأدوار الأساسية التي يلعبها البوتاسيوم، هو المساهمة في خفض ضغط الدم. فعند تناول كميات كافية من البوتاسيوم، يمكنه معادلة تأثير الصوديوم في الجسم، مما يُساعد على ارتخاء الأوعية الدموية وتقليل العبء على القلب. لذلك، يُوصى به ضمن الأنظمة الغذائية التي تهدف للوقاية من أمراض القلب والسكتات الدماغية.
بالإضافة إلى ذلك، فإن البوتاسيوم يُحسّن من صحة العظام، حيث أظهرت بعض الدراسات أن استهلاك كميات كافية منه قد يقلل من فقدان الكالسيوم عن طريق البول، وبالتالي يعزز كثافة العظام ويحمي من الهشاشة، خاصة لدى النساء بعد سن اليأس.
لحسن الحظ، يوجد البوتاسيوم في العديد من الأطعمة الطبيعية، مما يجعل من السهل الحصول عليه عبر النظام الغذائي اليومي. ومن أبرز مصادره: الموز، البطاطا، السبانخ، الأفوكادو، الطماطم، البقوليات، الزبادي، والمكسرات. كما يوجد في بعض المياه المعدنية والمشروبات الرياضية، وإن كانت بكميات متفاوتة.
رغم أهمية البوتاسيوم، إلا أن هناك فئات معينة يجب أن تتعامل معه بحذر شديد. الأشخاص المصابون بـ أمراض الكلى المزمنة هم الأكثر عرضة لخطر ارتفاع مستويات البوتاسيوم في الدم (فرط بوتاسيوم الدم)، إذ تفقد الكلى المريضة قدرتها على التخلص من الكميات الزائدة، مما قد يؤدي إلى تراكمه في الجسم. وقد يسبب ذلك اضطرابًا في ضربات القلب، أو حتى توقف القلب في الحالات الحادة.
كما يجب على الأشخاص الذين يتناولون بعض الأدوية مثل مدرات البول المُحافظة على البوتاسيوم، أو مثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين، استشارة الطبيب قبل زيادة استهلاكهم من البوتاسيوم، لأن هذه الأدوية قد تؤدي إلى تراكمه في الجسم.
من جهة أخرى، فإن الأشخاص الذين يُعانون من نقص البوتاسيوم نتيجة التقيؤ الشديد، أو الإسهال المزمن، أو استخدام مدرات البول المُدرّة للبوتاسيوم، قد يكونون بحاجة إلى تناول مكملات بوتاسيوم تحت إشراف طبي.
في النهاية، يُعتبر البوتاسيوم عنصرًا بالغ الأهمية لا يمكن الاستغناء عنه. ولكن، كما هو الحال مع جميع العناصر الغذائية، فإن التوازن هو الأساس. يجب الحصول على الكمية الموصى بها يوميًا والتي تختلف حسب العمر والحالة الصحية، وذلك عبر نظام غذائي متوازن يحتوي على خضراوات وفواكه طازجة. أما تناول المكملات، فيجب أن يكون فقط عند الحاجة وتحت إشراف طبي، خاصةً لمن لديهم أمراض مزمنة أو يتناولون أدوية تؤثر في توازن المعادن في الجسم.
يتم قراءة الآن
-
لبنان الرسمي مُطالب بموقف حازم من تصريحات باراك جعجع: كلامه مسؤوليّة الحكومة والسلطات الرسميّة مُفاوضات غزة تترنح...حماس: وصلنا الى مرحلة صعبة
-
باراك يقدّم العصا على الجزرة وعلامات استفهام حول تهديد وجود لبنان تصريحات المبعوث الأميركي تتناقض مع أجواء زيارته إلى بيروت 3 انواع للموقوفين والسجناء السوريين وتواصل لبناني سوري لمعالجة الملف
-
ليكن عون قائدًا للمسيحيين والمسلمين
-
على برّاك أن يعتذر من الشعب اللبناني
الأكثر قراءة
عاجل 24/7
-
17:46
المتحدثة باسم الاتحاد الدولي لجمعيات الهلال والصليب الأحمر : انعدام الوقود يعني غياب الحياة تماما بغزة.
-
17:46
المتحدثة باسم الاتحاد الدولي لجمعيات الهلال والصليب الأحمر : فقدنا العديد من موظفينا بسبب القصف على غزة.
-
17:46
المتحدثة باسم الاتحاد الدولي لجمعيات الهلال والصليب الأحمر : انعدام الوقود بمستشفيات غزة يعني انعدام فرص الحياة.
-
17:45
المتحدثة باسم الاتحاد الدولي لجمعيات الهلال والصليب الأحمر : وضع مستشفيات قطاع غزة كارثي.
-
17:45
المتحدثة باسم الاتحاد الدولي لجمعيات الهلال والصليب الأحمر : نقص كبير بعدد سيارات الإسعاف العاملة بغزة.
-
17:42
لجنة الأمن القومي في البرلمان الإيراني: البروتوكولات العسكرية المتعلقة بمضيق هرمز اكتملت
