اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

لطالما كانت كرة القدم مليئة بالتحولات المذهلة، لكن مسيرة ديفيد كيروز تُجسد بشكل لافت مدى تقلبات الحياة التي قد يمر بها اللاعبون حتى بعد اعتزالهم الأضواء.

فمن لاعب دولي مثّل منتخب الإكوادور في بطولة كوبا أميركا، وواجه نجوماً من طراز ليونيل ميسي ورونالدينيو، إلى عامل بناء يركّب كابلات الإنترنت والتلفاز في ضواحي مدينة نيويورك.. هكذا تبدلت حياة "تشوليتو"، كما يُلقب، بعد أن أسدل الستار على مسيرته الكروية.

بداية لامعة في كرة القدم

كان اسم "ديفيد كيروز"، المعروف بلقبه "تشوليتو"، مألوفاً لجماهير كرة القدم في الإكوادور مطلع الألفية الجديدة، لاعب وسط صلب، مثّل أندية عريقة كـ"نادي برشلونة الغواياكيلي" و"إيميلك" و"ديبورتيفو كيتو"، وارتدى قميص المنتخب الوطني في مناسبات كبرى، من بينها بطولة كوبا أميركا عام 2011.

وقد يكون من اللافت أن الشاب الذي التُقط من أحد شوارع كيتو عندما كان في السابعة عشر من عمره، دون أن يلعب لأي نادٍ، صار فجأة جزءًا من منتخب بلاده في أقل من عامين، بعدما أذهل المدربين بموهبته في مباراة ودية عفوية.

وفي لحظات ذروته الكروية، لم يكتفِ كيروز بالمشاركة في أهم بطولة قارية في أميركا الجنوبية، بل سنحت له الفرصة لأن يكون على أرض الملعب في مواجهة لاعبين من طراز استثنائي مثل ليونيل ميسي ورونالدينيو ونيمار.

تجاربه تلك، كما يقول، ستظل محفورة في ذاكرته إلى الأبد، لا سيما تلك المباراة الاستعراضية في الأرجنتين التي جمعته بأيقونتي الكرة العالمية ميسي ورونالدينيو، فقد مثّل "فريق نجوم الإكوادور" برفقة زميله الراحل كريستيان "تشوتشو" بينيتيز.

من لاعب كبير إلى عامل

لكن كما في حياة الكثير من الرياضيين في أميركا اللاتينية، لا تنتهي القصة دائمًا حيث تبدأ، فعقب اعتزاله اللعب، اضطر كيروز إلى مغادرة الإكوادور، مدفوعًا بعدم الاستقرار الاقتصادي، باحثًا عن مستقبل أكثر أمانًا لعائلته.

وجهته كانت الولايات المتحدة، وهناك بدأ حياة جديدة كليًا، فتخلى عن الملاعب، وارتدى زي العمل، ليبدأ رحلته في مهنة بعيدة كل البعد عن مجده السابق: عامل في شركة إنشاءات، متخصص في توصيلات كابلات الإنترنت والتلفاز.

وقال كيروز لصحيفة "ماركا": "عملي اليوم يختلف تمامًا، لكنه يؤمّن لي الاستقرار. أنا بخير، وعائلتي أيضًا".

ورغم تغير السياق وتبدّل الموقع، فإن كرة القدم لم تغب عن حياة كيروز، فالشغف الأول لا يُطفأ بسهولة، وهو اليوم يلعب في دوري وطني للهواة في الولايات المتحدة، يضم عدداً من اللاعبين السابقين من الإكوادور ودول أخرى في أميركا اللاتينية، يجدون في هذه المنافسات متنفسًا لحب لم يخفت مع الزمن.

الأكثر قراءة

بري الذي أذهل المبعوث الأميركي