اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب


في تطور طبي مثير للجدل والأمل في آنٍ واحد، كشفت دراسة حديثة عن وجود صلة محتملة بين عدوى شائعة تصيب البشر وارتفاع خطر الإصابة بمرض ألزهايمر، أحد أكثر الأمراض العصبية شيوعا وتعقيدا في العالم. هذا الاكتشاف قد يُحدث تحولًا في فهمنا لأسباب المرض ويفتح آفاقًا جديدة نحو الوقاية والعلاج.

تشير الدراسة، التي أُجريت في عدد من الجامعات والمراكز البحثية المرموقة، إلى أن فيروس الهربس البسيط من النوع الأول (HSV-1)، وهو الفيروس المسؤول عن قرحات البرد والذي يُصاب به أكثر من نصف سكان العالم، قد يكون له دور في تحفيز التغيرات الدماغية المرتبطة بمرض ألزهايمر. ووفقا للباحثين، فإن الأشخاص الذين يحملون هذا الفيروس ويعانون من ضعف في جهاز المناعة أو عوامل وراثية معينة قد يكونون أكثر عرضة للإصابة بالمرض لاحقًا في حياتهم.

ويستند هذا الربط إلى تحليلات أُجريت على أنسجة دماغية لأشخاص توفّوا بعد إصابتهم بألزهايمر، حيث وُجدت آثار للفيروس في مناطق من الدماغ ترتبط عادة بتكوين اللويحات النشوانية، وهي التراكمات البروتينية السامة التي تُعد من العلامات المميزة للمرض. كما أظهرت تجارب مخبرية أن إعادة تنشيط الفيروس قد يؤدي إلى تسارع تكوّن هذه اللويحات، مما يُعزز الفرضية القائلة بأن العدوى قد تكون محفّزًا لبدء أو تسريع المرض.

ورغم أن هذا الربط لا يعني بالضرورة أن فيروس الهربس هو السبب المباشر لألزهايمر، إلا أنه يعكس احتمال وجود علاقة تداخل بين الجهاز المناعي، والعدوى الفيروسية، والتدهور العصبي. ويدعو الباحثون إلى إجراء المزيد من الدراسات الطولية لتحديد ما إذا كان منع أو علاج هذه العدوى يمكن أن يقلل من خطر الإصابة بالمرض أو يؤخّر ظهوره.

هذا الاكتشاف يفتح المجال أمام التفكير في وسائل وقائية جديدة، مثل تطوير لقاحات مضادة للفيروس أو استخدام أدوية مضادة للفيروسات على المدى الطويل لدى الفئات المعرضة للخطر. كما يعزز أهمية فهم تأثيرات العدوى الفيروسية المزمنة في صحة الدماغ مع التقدم في العمر، خاصة في ظل تزايد معدلات الإصابة بألزهايمر عالميًا.

ومن الجدير بالذكر أن مرض ألزهايمر لا يزال من الأمراض التي لا تملك علاجا شافيا حتى اليوم، وتُعد الوقاية والاكتشاف المبكر من أفضل الاستراتيجيات لمواجهته. وإذا ما تم إثبات هذه الصلة علميا بشكل قاطع، فقد يمثل ذلك خطوة كبيرة نحو تقليل عبء هذا المرض الذي يؤثر في ملايين العائلات حول العالم.

إلى ذلك، يُعد هذا الاكتشاف خطوة واعدة في طريق طويل لفهم أكثر شمولًا لأسباب ألزهايمر. وبينما لا تزال الصورة غير مكتملة، فإن الربط بين عدوى شائعة كالهربس البسيط وتدهور الوظائف العقلية يسلّط الضوء على أهمية الوقاية من العدوى، والحفاظ على صحة الجهاز المناعي، ومتابعة البحوث العلمية التي قد تغيّر مستقبل الرعاية العصبية في العالم.

الأكثر قراءة

الأنظار الى <جلسة الثلاثاء> و<الحزب> مُلتزم بالحوار مع الرئيس عون قادة حزبيون هددوا بتفجير الشارع: الاصبع على الزناد قاسم: لن نقبل أن يكون لبنان ملحقاً بإسرائيل والبلد معرض لخطر وجودي من إســرائيل وداعــش