اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

تخيل أن تستيقظ ذات صباحٍ على طعمٍ غريبٍ يملأ فمك، طعمٌ مرٌّ وكريهٌ يُفسد متعةَ تناول الطعام ويُعيقُ استمتاعكَ بيومكَ. قد لا يُعيرُ البعضُ لهذا الطعمِ انتباهًا، معتقدين أنهُ سيزولُ مع مرور الوقتِ. لكن ماذا لو استمرَّ هذا الطعمُ المرُّ لفتراتٍ طويلةٍ، أو ترافقَ مع أعراضٍ أخرى مُقلقةٍ؟ يُعد الشعور بالمرارة في الفم من الأعراض الشائعة التي قد تصيب أي شخص في أي عمر. بينما قد يكون طعمًا مزعجًا مؤقتًا، إلا أنه قد يكون أيضًا علامة على حالة طبية أكثر خطورة.

يمكن أن يظهر الشعور بالمرارة في الفم لأسباب مختلفة، وغالبا ما تشير إلى أمراض مزمنة. ووفقا للدكتورة أولغا مالينوفسكايا أخصائية التشخيص، قد يكون الطعم المر ناجم عن تناول طعام معين أو أحد الآثار الجانبية لتناول أدوية معينة، مثل المضاد الحيوي التتراسيكلين، ومستحضرات الليثيوم، وبعض أدوية القلب والأوعية الدموية. إذا بقي الطعم المر لفترة طويلة، عدة أيام أو حتى أسابيع، يجب استشارة الطبيب لتشخيص السبب وعلاجه. وتقول مالينوفسكايا "إن بقاء الطعم المر في الفم، بعد تنظيف الأسنان بالفرشاة يصبح مزعجا للغاية لدرجة أنه يؤثر حتى في مذاق الطعام، وهذه علامة شائعة للأمراض المزمنة. والحديث هنا حول أمراض الجهاز الهضمي، مثل المشكلات في عمل المرارة".

وتشير الطبيبة، إلى أن الطعم المر في الفم قد يكون ناجما عن صعود المرارة إلى المريء. والمرارة مهمة لهضم الطعام وبالدرجة الأولى لشطر الدهون. وينتج كبد الإنسان المرارة التي تتراكم في كيس خاص ـ كيس المرارة. وبسبب العادات الغذائية أو نمط الحياة قد ينتج الكبد كمية أكبر من المرارة، وهذا يحصل بصورة خاصة على خلفية تناول الأطعمة الدهنية. وبالإضافة إلى ذلك هناك أمراض تمنع تدفق الصفراء بصورة طبيعية، مثل تكوين حصى في كيس المرارة و اختلال حركة المرارة في قناة الصفراء والتهاب كيس الصفراء وكذلك التهاب البنكرياس المزمن والتهاب المعدة. وقد لا يكون الطعم المر العلامة الوحيدة لهذه الأمراض، فقد يشكو المريض من آلام في البطن والغثيان والتقيؤ والحرقة والتجشؤ.

وتقول: "السبب الآخر الشائع للمرارة في الفم هو مشكلات الأسنان. غالبا ما يظهر الطعم المر بسبب الالتهابات التي تحدث في تجويف الفم، مثل ـ التهاب الفم، وظهور تقرحات على الغشاء المخاطي للفم".وتشير أنه من الصعب على الشخص أن يحدد سبب ظهور المرارة في فمه. وتقول: "يجب استشارة طبيب أخصائي بأمراض الجهاز الهضمي. الذي سيحدد الاختبارات اللازمة لتشخيص السبب. وتضم اختبارات الدم السريرية والكيميائية الحيوية، التي تسمح نتائجها بتقييم عمل الأعضاء الداخلية، بما فيها الكبد والمرارة. مشيرة إلى أنه لا ينصح بممارسة التطبيب الذاتي، وخاصة باستخدام الأعشاب، لأن المستحضرات العشبية في بعض الحالات يمكن أن تكون عديمة الفائدة بل وحتى ضارة - وتحت تأثيرها يمكن أن تزيد المرارة في الفم وتتفاقم الحالة".

لذا، لا تُهملْ طعمَ الفمِ المرَّ، فقد يكونُ جرسَ إنذارٍ يُنبهُكَ لوجودِ مشكلةٍ صحيةٍ تستدعي العلاجَ.

الأكثر قراءة

لبنان في «عين العاصفة» ورسائل الردع بلغت «كاريش» السلطة تدرس خطّة خروج من الأزمة عمادها شطب الودائع؟