اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

الأصعب رحمانينوف والأكثر إشراقاً تشايكوفسكي كانا في صلب الحفل الذي أحياه الكونسرفاتوار بإدارة الدكتورة هبة القواس في صالة كنيسة القديس يوسف – مونو، وأحيته الأوركسترا الفيلهارموني اللبنانية بقيادة المايسترو الألماني كريستيان شومان، بمشاركة عازفة البيانو العالمية الروسية إيفلين بيرنزوفسكي.

45 عازفاً كانوا في عملية يقظة خاصة للتفاعل مع مقطوعات خاصة، أولاً لـ رحمانينوف وبدت الدقة على حركة المايسترو لمنع أي خطأ يحصل لكثرة الوصلات الصغيرة والمتسارعة التي يستخدمها رحمانينوف وهو المعترف به بأنه الأصعب في العزف لكنه الأجمل في السماع لما للخليط النغمي الذي يعتمده من سحر وجاذبية وإمتاع، خصوصاً وأنه واحد دون سواه في نقل فرحة المحبين عبر الموسيقى.

بينما اختلف جذرياً الإبداع الموسيقي مع تشايكوفسكي خصوصاً المقطوعات التي عزفتها الروسية إيفلين بيرنزوفسكي على البيانو حيث عملت بكافة تفاصيل جسمها انسجاماً مع النغمات التي تطلع من أعماق المؤلف ثم تشع في تلوينة من الأجواء البهيجة انطلاقاً من صورة الفرح التي توحي بها العلاقات العاطفية. وتتدفق الأنغام من كل صوب وكأنها فلتان سمعي عشوائي وجد ثغرة ما فاندفع في إتجاه واحد لا يوقفه شيء أبداً.

المايسترو الألماني كان هادئاً متفاعلاً بشدة يميل بطوله الفارع ذات اليمين وذات اليسار يدل على من حان دوره ليدخل على خط العزف وفي المكان والتوقيت الملائم بينما سجلنا حالة يقظة وإنتباه كاملين من العازفين على خلفية دقة وصعوبة أعمال العبقريين رحمانينوف وتشايكوفسكي، وكانت الصالة عرفت تنويعة مميزة من السياسيين والشخصيات المثقفة ووجوه المجتمع.

الحشد الجماهيري الذي بات لصيقاً بكل الحفلات الكلاسيكية للأوركسترات في لبنان بات السند الرئيسي لحالات الاستماع النموذجية التي يحتاجها محبو الموسيقى، ومع هذه الأجواء تتعملق صورة الناس محبي الفنون والمدافعين عن الهوية الكلاسيكية بعدما أمضوا حقبة طويلة من الركون للأغاني بدل الموسيقى وحين استوى الميزان تحقق التوازن الفني الراقي.

الأكثر قراءة

استفزازت «اسرائيل» في الجنوب هدفها مدة اطول من 60 يوماً مصدر ديبلوماسي فرنسي: نتنياهو مصاب بالدوار السياسي ولا عودة للحرب في لبنان وصول مُوفدي اميركا وفرنسا في لجنة مراقبة وقف اطاق النار