اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب


ترأس متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الاورثوذكس المطران الياس عوده، خدمة القداس في كاتدرائية القديس جاورجيوس، وألقى عظة قال فيها: "اليوم، في ظل الظروف الصعبة والحروب المحدقة بنا، قد يتساءل المرء: ما الذي يشعرني ببهجة العيد؟ الأطفال ينتظرون العطلة المدرسية والهدايا. البعض يعيش أجواء ممتلئة بالسعادة أثناء تناول الوجبات الفخمة وتبادل الهدايا. البعض الآخر قد تقتصر احتفالاته على اجتماع حول المائدة بسبب ثقل الأوضاع. المؤكد أن بعض المؤمنين سيشاركون في قداس العيد، وفي المائدة الروحية، وفي الإحتفال مع الأقارب والأصدقاء. قد تكون كل هذه الأمور حسنة، لكن هل هذا هو مصدر الفرح العظيم الذي أعلنه الملاك للرعاة؟ الفرح العظيم هو ميلاد الرب وتجسده بقصد خلاصنا نحن البشر. نذكر مثلين قد يساعداننا على فهم طبيعة هذا الفرح. لنتخيل فرح شخص بقي أسيرا مدة طويلة، وعانى الأمرين على أيدي آسريه، وفجأة يأتي من يهزمهم ويخضعهم ويمنحه حريته".

وتابع "دعوتنا في هذه الأيام المباركة إلى عيش معنى الميلاد في العمق، إلى التخلي عن الارتباطات الأرضية والمصالح الوقتية من أجل نيل المكافآت السماوية. إن الانقطاع عن شركة القداسة مع الخالق، والانفصال عن النعمة الإلهية المحيية، هما سبب وجود الشر في العالم هذا هو واقع التاريخ الإنساني، حيث ساد منطق القوة وبقاء الأقوى، وبات الأقوياء يتحكمون بمصائر البشر، ظنا منهم أنهم بالقوة والبطش يستمرون. لكن القوة والظلم والعناد والحقد والحروب وكل شرور العالم لم تخلص الإنسان من عذاباته، ولم تمنع الموت عنه، ولا الانكسار والخيبة. وحده النور الحقيقي يخلص الإنسان من عبودية الشر والخطيئة، والانحدار إلى أدنى دركات الضياع والفساد والخطيئة".

وختم: "فليتخل الجميع في لبنان عن أهوائهم ورغباتهم ومصالحهم، ويعملوا بصدق من أجل خلاص البلد. لا بد أن يتواضع الجميع ويعملوا معا من أجل الخروج من النفق المظلم حيث الفوضى والتقهقر، إلى سلطة موثوق بها، قوية، عادلة، تحافظ على سيادة لبنان وحريته واستقلاله، وعلى مصلحة اللبنانيين وأمنهم واستقرارهم".

الأكثر قراءة

بعد تألقه عبر مواقع التواصل الإجتماعي..هذه هي نصائح عيسى شما للشباب!